الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الحج على التيسير أولى

كل أحاديث المصطفى، صلوات ربي وسلامه عليه، جميلة، ومن أجملها، قوله: «إنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسرينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ»، وله مناسبة وقصة مشهورة، ومع ذلك فالنص يصلح لكل صغيرة وكبيرة متعلقة بحياة الناس، ومناسباتهم، والحج خير مثال.. مظاهر التيسير في الحج كثيرة جداً، وعلى سبيل المثال، السماح للضَّعفة بأن يدفعوا بعد عرفة، من مزدلفة إلى منًى قبل الناس، والتيسير في وقت رمي الجمار، وجواز تأخير رمي يوم الحادي عشر إلى يوم الثاني عشر، وجواز تقديم بعض أعمال يوم العيد على بعضها الآخر، وجواز تأخير طواف الإفاضة، والقائمة تطول.. الناس في موضوع التيسير عموماً، وفي الحج خصوصاً، طرفان ووسط.. طائفة تريد أن تحمل الناس على العزيمة، وتمنع التيسير، وتكتم عنهم الرخص التي رخصها الله لعباده، وحجتهم الخوف من أن يتوسع الناس في هذه الرخص، ويقعوا في المحرم؛ وطائفة مفرِّطة، تخترع الأقاويل، وتسوغ للناس اتباع غير المأثور؛ وطائفة وسط، ترى أن ما رخصه الله لعباده لا يُمنع منه أحدٌ، فما أذن الله به في كتابه، أو على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم، أو على لسان عالم ثقة؛ أخذ به، وما لم يَرِد وجب تجنبه؛ ورضي الله عن أم المؤمنين، السيدة عائشة، القائلة: «ما خُيِّر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين أمرين إلا أخذ أيسرهما؛ ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه». [email protected]