السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ما كان رائعاً أصبح اشمئزازاً!

هناك مراحل يمر بها بعضنا أو كثير منا عند استخدام تقنية جديدة، التعرف على التقنية يبدأ بانبهار وإعجاب وربما شيء من الحذر، ثم عندما يقرر الشخص استخدام التقنية يشعر بحماس البدايات الجديدة، حماس لاكتشاف عالم جديد وفهم تقنية مختلفة وربما إيجاد فرص جديدة، وبعد فترة يألف أحدنا ما كان متحمساً له وينتهي شهر العسل، وأحياناً يصبح الاعتياد اشمئزازاً وقد يصل إلى كراهية، وقد يقود ذلك إلى الخروج والابتعاد عن ما كان المرء متحمساً له. حالياً أشعر بأنني على بعد خطوة واحدة من التوقف عن استخدام تويتر، ما كان مكاناً رائعاً أصبح مكاناً مثيراً للاشمئزاز، دعني أشرح. هناك إعلامي أمريكي مشهور بتبنيه نظريات المؤامرة على اختلافها ولم يكتف بذلك بل تحول إلى بوق للكراهية والتحريض على بعض فئات المجتمع الأمريكي، لم يكن لهذا الإعلامي صوت ولا شهرة إلا في دائرة صغيرة من الناس، لكن مع وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب زادت شهرة الإعلامي وارتفعت أرقام متابعيه وازداد خطابه كراهية وتحريضاً. من أمثلة خطابات الكراهية التي يبثها هذا الإعلامي أنه ينكر أسباب حادثة إرهابية وقعت في أمريكا، مدرسة ساندي هوك الابتدائية في مدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت تعرضت لحادث إطلاق نار، الإرهابي كان شاباً أمريكياً قتل 26 شخصاً ثم قتل نفسه وقبل كل ذلك قتل والدته، حادث فضيع بلا شك، لكن ذلك الإعلامي الوقح بدأ يشكك في صحة الحادث وبدأ يحيك نظريات مؤامرة ويحرض مستمعيه ومشاهديه على عوائل الضحايا وتعرضت هذه العوائل للكثير من المضايقات حتى اضطر أحد الآباء لرفع قضية ضد الإعلامي. الإعلامي استخدم الشبكات الاجتماعية لبث خطابات الكراهية والتحريض وهذا ما جعل أناساً يطالبون هذه الشبكات بمنعه، حاول كثيرون الضغط على فيسبوك لأنها المنصة الأساسية لهذا الإعلامي ورفضت الشركة في البداية فعل أي شيء أو منعه، مع أنه يخالف قواعد الاستخدام التي وضعتها الشركة، في حين أن الشركة تمنع وتحجب كثيراً من الصفحات المناصرة للقضية الفلسطينية بدعوى أنها صفحات تحرض على الكراهية. هذا تغير عندما قررت شركة ما إيقاف برنامج إذاعي للإعلامي وفجأة غيرت فيسبوك رأيها ومنعته من موقعها وفعلت ذلك شركة ثالثة وبدأ التضييق عليه من كل جهة، لكن تويتر رفض إيقافه مع اعتراف تويتر بأن الإعلامي خالف قواعد الاستخدام، لماذا؟ لأن تويتر ببساطة يربح من شهرة هذا الشخص، لو كان شخصاً مغموراً فلن يترددوا، هذا ما يجعلني أفكر جدياً في حذف حسابي. [email protected]