الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عرفات بركات

الأمة المسلمة على موعد عظيم مع خالقها، يوم الاثنين المقبل؛ سواء من تمكن من أفرادها من أداء فريضة الحج، أو من لم يتمكن من ذلك. الحاج لن يخرج من يوم عرفة؛ أكثر يوم يعتق الله فيه عبيده من النار؛ خالي الوفاض، وأجره عند الله مكتوب ومعلوم، وغير الحاج غير محروم من هذا الفضل، ويمكنه أن يناله أيضاً بصومه يومه ذاك، لله تعالى. صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ صامه صلى الله عليه وسلم وحثَّ عليه، وقال في حديثه الشريف: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، وقد اتفق الفقهاء على استحباب صومه لغير الحاج، وذهب جمهورهم إلى أن صوم عرفة للحاج غير مستحب، ولو كان قوياً، كما بينه ساداتنا المالكية والشافعية والحنابلة، بينما ذهب سادتنا الأحناف إلى استحبابه للحاج إذا لم يُضعِفه عن الوقوف بعرفات، ولم يخلَّ بالدعوات، فلو أضعفه كُره له ذلك، وصومه مكروه للحاج عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية؛ وقال الشافعية يسن فطره للمسافر والمريض مطلقاً، وقالوا يسن صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلاً؛ لفقد العلة؛ والخلاصة النبوية هو ما روته سيدتنا أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ .. اللهم وفق، اللهم تقبل. [email protected]