الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

جرائم لا ندركها

ﻋﻨﺪﻣﺎ يقف الأبناء في لحظة «زهوة الشباب» ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، وﺘﺮﺟﻊ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ، ﻭﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﺧﺬﻻﻥ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ، ﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﺍﻥ ﻓﻘﺪﺍ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻷﺑﻮﻱ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ، وﻜﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﺜﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ، ﻭﺃﺳﺎﺳﺎً ﻓﻲ ﻫﺰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، هنا ندرك أن في أساس البناء متهالكاً وقد ينهار بمن فيه في أي لحظة. منذ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﻻ يزال ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔُ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ الأولى ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﻨﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﻬﻢ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻣﻦ خلال المعاملة ﻭالتوجيه ﺑﻄﺮق مهنية، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻨﻒ ﻭﺍﻟﻠﻴﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺳﻬﺎﺏ. ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ لفهم ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻛﻔﺮﺩ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ الأسرة، وإيحائه ﺑﺄﻥ ﻟﻪ رأياً ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺃﻭ بالمنزل، كان ذلك ﺩﺍﻓﻌﺎً ﻟﺰﺭﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺑﻨﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ محيطه. ﻘﺪ تفتقر ﺑﻌﺾ الحاضنات الأسرية جانب ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻭﺗﻔﺘﻘﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺴﻲ، خصوصاً ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ. من أعظم أنواع تعديل السلوك أو علاج الأخطاء لدى الطفل، هو ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ لحصوله ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ يرغبه، بشرط عدم تكرار ذاك الخطأ، ﻭﻫﻞ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻤﻜﺎﻓﺄته بسبب ﺴﻠﻮﻙ ﺟﻴﺪ ﺃﺑﺪﺍﻩ، ﺃﻭ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﺑﻬﺪﻳﺔ ﺗﺸﺠﻴﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ، ﺃﻭ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ؟ ليتنا وقبل هذا وذاك، ندرك صدق إحساسنا بالمسؤولية قبل المجيء بالطفل للحياة، وما إذا كنا قادرين على منحه كرامتها، بكل شتى صنوفها الأخلاقية والمادية، وألا نتَّبع منهج التفريخ على حساب شظف المعيشة، وقلة الحيلة، لأن هذا يُعد من الإجرام في حق الطفولة، والمساعدة في ضخ المعاناة المكارثية في حق المجتمعات. في نهاية المطاف، ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺼﺤﻴﺢ، ﻓﺳﺘﻜﻮﻥ في بعض الأحيان ﺑﻤﺤﻞ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ على المستقبل، ﻭستبقى ﻟﻤﺤﺔ الوهلة الأولى ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ كنتيجة غير سوية، ﻓﻜﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻠﺤﻈﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻛﻴﻒ ﺳﻴﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺠﺎﺑﻬﻮﻧﻪ ﺑﻌﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﻗﻔﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ، من مؤسسات المجتمع المدني، ﻷنها ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ لهم. [email protected]