الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تنظيمات خارج الزمن

مهما حاولت التنظيمات والجماعات المؤدلجة كسب الدعم للاستمرار فإنها إلى زوال عاجلاً أم آجلاً، فمنطق الدولة الحديثة لا يتماشى مع تفكيرها، فلا «الإخوان المسلمون» ولا «داعش» أو «القاعدة» أو أي تنظيم آخر يستطيع بفكره المحدود ضمن أطر ضيقة استيعاب أدوات العصر وتطوراته، فالزمن يتخطى الفكر المؤدلج، والإنسان الواعي يميز بين ما ينفعه وما يضره، لذلك لم يعد للمؤدلجين أي احتمال لنشوء المدّ الذي تخيلوه ذات يوم كي يستقطبوا مزيداً من العناصر إلى تنظيماتهم. فـ«الإخوان المسلمون» على سبيل المثال .. على الرغم من كونهم من أقدم تلك التنظيمات، ويمكن القول مجازاً إن بقية التنظيمات ولدت من رحم «الإخوان»، فشلوا في إدارة دولة بحجم مصر حين تولوا زمام القيادة فيها، ولعل السبب الرئيس للفشل هو تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة المواطن، إضافة إلى سيطرة الفكر الإخواني على الأسلوب الإداري، الأمر الذي قاد إلى سقوطهم، فالمجتمع المصري كان أقوى وأشد وعياً من الخضوع للآيديولوجيا الإخوانية، وأدرك أنها سوف تعيده إلى الخلف لكونها «ماضوية» وليست مستقبلية تنطلق به إلى الأمام. وعليه، فإن الرهان الحقيقي للخلاص من التنظيمات المؤدلجة الهدّامة وغير السوية يستند على وعي الإنسان أينما كان، فالمجتمعات الواعية هي السلاح الفعّال للقضاء على منابع التطرف والإرهاب التي تتصدرها تلك التنظيمات، وهنا يأتي دور الإعلام بمختلف وسائله لدعم الجهود الهادفة لإنهاء الفكر المتطرف وغرس ما يخدم المجتمعات للمضي نحو مستقبل لا تشوبه انحرافات «المؤدلجين» أو الأفكار العابثة الساعية لمصالح زعماء الضلال. [email protected]