الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اللهم بلغنا عرفات

يارب يا حنان يا منان يا حي يا قيوم استجب دعاءنا وبلغنا شرف الوقوف بعرفات مرات ومرات، يارب اشتاقت قلوبنا الضعيفة لهذا المشهد العظيم. إن أسعد لحظة في حياتي كانت في عام 2009 أثناء نفرة الحجيج من عرفات بعد المغرب حيث كنت أقف على برج المراقبة للإعلاميين وسمعت كلمة «يا رب» يرددها أكثر من مليوني حاج في وقت واحد، كان صداها يتردد في الأفق وتقشعر له الأبدان، أحسست أن حجراً ثقيلاً خرج من صدري ولم أتمالك نفسي من البكاء، ذهبنا إلى مزدلفة وجمعنا الجمرات وقضينا ليلتنا هناك، وجدت وجوه من معي قد تغيرت ملامحها وقد اكتست بالنور الرباني بعد أن تركوا الدنيا وراء ظهورهم وجاؤوا جميعاً لتلبية دعوة العزيز الرحمن. إن من يذهب للحج مرة يشتاق إليه مرات ومرات بل أعتقد أن اشتياقه يكون مختلفاً عمن لم يحج على الإطلاق لأنه ذاق حلاوة الإيمان والتطهر من ذنوب الدنيا وعرف معنى التقرب إلى الله عز وجل. في هذه اللحظات الإيمانية العطرة يتطهر قلب الإنسان من المعاصي والذنوب وينسى حب الدنيا وشهواتها والسعيد هو من يتذكر إخوانه ويدعو لهم بظهر الغيب كما دعوا له سابقاً. نحن نغبط ضيوف الرحمن هذا العام الذين تركوا الدنيا وراء ظهورهم وذهبوا إلى الأراضي المقدسة لتلبية دعوة الرحمن لهم، ونتمنى أن يكتب لنا الله الحج في العام المقبل إن شاء الله. أخيراً: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. كل عام وأنتم بخير. [email protected]