الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نسيج الإنسان الفاسد

المشكلة التي يعاني منها الشعب العربي، أنه يعيش داخل إحباطات ومشاكل لا تنتهي، رغم ذلك فهو لا يفكر بالشكل المطلق بدراسة مثل هذه الظواهر التي تنتشر بشكل مثير، كل ما يحدث أن تمسك أحداهن الميكرفون، وتبدأ في طرح الأسئلة هنا وهناك، مع تداخلات عديدة من حضرتها تجعلنا نضيع ونتوه بحيث لا نفهم ماذا تقول؟ وقد حدثني أحد المذيعين أنه يتلقى الموضوعات المطروحة قبل النشرة بساعة أو ساعتين، وكل ما عليه أن يغير من نبرة صوته حتى يبدو رخيماً، وأن يقاطع الضيف أثناء طرح الأسئلة، ولو لاحظنا تماماً أن العديد من المذيعين والمذيعات لا يملكون ولو جزءاً يسيراً من الثقافة الأصيلة، تلك الثقافة التي تجعلك رغماً عنك متواضعاً من الداخل، أمام سعة العلم الذي لم نتمكن من أن نجعله جزءاً مهماً في حياتنا. نحن نعيش في أرفف فارغة تؤثر بنا، نحن مؤمنون بأن غيرنا هو الأفضل بأن يقيم أي حياة نعيشها، وأننا في النهاية راحلون، فلماذا نصنع ونقاوم وندرس ونقيم دراسات مختلفة، وإذا ما كانت مهمة أم لا؟ في كتاب «نسيج الإنسان الفاسد» لإيزايا برلين، أشارت إلى أمور في غاية الأهمية، منها على سبيل المثال «إن هناك أفكار تشكل مادة لعلم الأخلاق، يتكون التفكير الأخلاقي من الفحص المنظم لعلاقات البشر بعضهم مع بعض، بالمفاهيم والمصالحة والمثل العليا التي تتبع منها وسائل تعمل الناس بعضهم مع بعض، وتصنيفات القيم التي نرتكز عليها غايات مماثلة للعيش». إن ما أثارني لكتابة مقال اليوم، هو عدم وجود وعي لأي مشكلة تحاصرنا، أننا نتجاهل كما قالت إيزايا برلين القيم الأخلاقية، وهو ما حدث قبل أسابيع حينما قامت إحدى الفنانات الشهيرات في مصر بخلع حجابها، بعد أن كانت أيضاً منقبة، شاهدت عشرات البرنامج التي تتحدث عما حدث للفنانة، رغم أنها تمتلك الحرية الكاملة لأن تضع الحجاب أو أن تخلعه، على الأخص أننا لا يمكن أن نحاسب البشر ولكن الله وحده من يحاسبه، الأمر الذي أثار ضغينتي أن مثل هذه الأمور تتكرر في الوسط الفني، ولا أحد ظهر لنا بدراسة ليفهمنا لماذا يحدث مثل هذا؟ لماذا هذا التحول الذي يبدل التفكير حول قيمة الجوهر؟ [email protected]