الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أين نرى الإنسان على حقيقته؟

هل الإنسان في الواقع، هو ذاته في العالم الافتراضي؟ بمعنى أن طريقة تعامله مع من يلتقي بهم في حياته اليومية، سواءً كان يعرفهم أو لا يعرفهم.. هي نفسها طريقة تعامله مع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي؟ السؤالان يحتاجان إلى تأن، وتفكير عميق قبل الإجابة عنهما.. وإلا جاءت الإجابات متسرعة، وبعيدة عن الصواب. فالمشاهدات اليومية تقول إن الإنسان في الواقع أكثر تحفظاً، وأقل جرأة منه في مواقع التواصل الاجتماعي.. وكلما كان تعامله مع الآخرين بعيداً عن المباشرة.. قل التحفظ، وازدادت الجرأة.. وليس من المستغرب أن تتفاجأ بشخص يهاجمك كل يوم في تويتر، أو انستغرام.. يبتسم لك، ويتقدم لمصافحتك إذا التقاك في مناسبة عامة. ومن المهم جداً هنا أن تستوعب هذا الأسلوب المزدوج في التعامل، وتتصرف حياله بما يليق به من دبلوماسية، وطول بال. فهذا الإنسان ضحية نفسه، قبل أن تكون أنت ضحيته.. وعندما تتسامى فوق إساءاته السابقة، فأنت تثبت له بما لا يدع مجالاً للشك أنك صاحب شخصية واحدة.. حقيقية.. سواءً كانت في العالم الحقيقي أو خلف الشاشات.. بعكس شخصيته هو، المتلونة حسب الموقف. ومن وجهة نظري الشخصية - وقد أكون مخطئاً - إن المجتمعات الإنسانية قاطبة، تحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات.. لتستوعب الفوارق العديدة بين الحياتين.. الواقعية والافتراضية.. وحينها فقط سيرتقي تعاملها مع مواقع التواصل الاجتماعي إلى المستوى الآمن، والمأمول.. وحتى نصل إلى هذا المستوى يجب أن ندرب أنفسنا على التغاضي، والتغافل، والتسامي، وضبط النفس. قد يتساءل البعض «أين نرى الإنسان على حقيقته.. في العالم الواقعي أم في العالم الافتراضي؟»، إجابتي المبدئية «في العالم الافتراضي.. لأن الأخلاق لا تتجزأ»! [email protected]