الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الرواية العربية

عندما تحب القراءة ستفهم مشاعر كل العشاق الذي يعيشون عواطفهم الجياشة من دون وجود طرف آخر يبادلهم العشق ويبل عروق الظمأ، ليس مثل القراءة عشقاً سامياً، ستشف حتى لا تكاد تُرى، ستسمو حتى ترى الأشياء من فوق غيمة مسافرة، هو الكتاب حيث يعز الأصدقاء وتشح القلوب بورد حنينها، هو الكتاب جنة في الصدر وأفقاً في العقل، وليس مثل الرواية سنام لها، هي النوع الوحيد من القراءات الذي تذهب أنواره لمسارات الروح لتضع في كل نهاية نفق فيها شمعة، إبراهيم الكوني، حنا مينا، رشيدالضعيف، محمد شكري، إحسان عبدالقدوس، نجيب محفوظ، وغيرهم من المؤثرين في مشهد الرواية العربية بذلوا كل ما يملكون في سبيل تقديم رسالة إنسانية ذات قيمة، لكن للأسف كل الأجيال العربية القادمة من كتّاب الرواية لم يتسلموا الراية بإخلاص يليق بها، لم يعرفوا أن المهمة - حتى إن بدت سهلة وفي متناول اليد - إلا أنها تشبه المستحيل في صعوبتها وتعقيداتها التي تخفى على الكثير من الروائيين الجدد، قدوم علاء الأسيوني وبعض من أقرانه لم يكن بالصورة التي كان يرجوها القارئ العربي المتخصص بعالم الرواية العربية برغم نجاحات هنا وهناك لرواية أو اثنتين، لذلك تجد روائياً من الجيل الجديد ينجح في واحدة ويخفق في أخرى، النجاح الجارف لرواية «عمارة يعقوبيان» لم يجعل أدوات الأسيوني ذات استمرارية بالقوة نفسها والتكنيك نفسه والتشويق، إضافة إلى أن المشهد الثقافي العربي لم يعد مشجعاً كما كان، ما زاد الطين بله، كان جمهور الرواية لا يُرى سوى عبر أرقام مبيعات الرواية، لا يتجمهر ولا يتحدث، وهبوط مستوى بعض الروائيين العرب أمر محزن ولا يبشر بخير، لأن الرواية هي القيمة الوحيدة التي ترفع المعيار الإنساني لدى الإنسان، لذلك يجب الوقوف على نهضتها ودعمها. [email protected]