الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تمادوا كثيراً ويجب ردعهم

من الظواهر الافتراضية التي ابتُلينا بها ظاهرة الأشخاص الذين يتكلمون في كل شيء، والذين يعملون في أكثر من شيء، بلا تخصص ولا مرجعية ولا خبرة، واللافت في تلك الشريحة أنها تدخل للناس من أبوابها الشرعية، تبيع وتشتري وتعالج وتنصح وتقود «القطيع» حيثما تريد؛ يتبعونهم على غير هدى، فقط، لأنهم استطاعوا أن يمارسوا «سلطتهم» الافتراضية عليهم، يعيثون في عقول وأجساد الناس خراباً، فضلاً عن استنزاف أموالهم عن طريق تجارتهم الكاسدة!. هناك مثل شائع يقول «أعطِ الخبّاز خبزه ولو أكل نصّه»، بمعنى أن صاحب الصنعة أدرى بصنعته وأخبر من غيره فيها، إلا جماعة مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد الواحد أو الواحدة منهم لا تتورع عن الخوض في تفاصيل ليست من اختصاصها أو مجالها، فيعطون النصائح وينعتون الوصفات والمستحضرات الطبية والمكملات الغذائية التي يبيعونها في متاجرهم الخاصة، فيتهافت من يتهافت عليها بلا وعي لكثرة ما يجري من الترويج والتكرار لكفاءة وجودة تلك البضائع بدون أدنى مسؤولية في مدى تأثيرها في صحة المستهلك، إلى أن تقع الفأس في الرأس! في مواقع التواصل الاجتماعي هناك «دكاكين»، وأصحابها باتوا معروفين في تلك الوسائط، يمارسون «النصب الأنيق» مع متابعيهم، فاختصاصية التغذية أصبحت «فاشينيستا» تصبح وتمسي في تسويق وترويج لمستحضرات العناية بالبشرة وما يحويه دكانها الإلكتروني من بضائع وكماليات لا علاقة لها بالتغذية والصحة البدنية، أما الأنكى فهو ترويجها لمستحضرات دوائية من مكملات غذائية تعمل، على حد قولها، على قصف دهون الجسم وتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة التمارين الرياضية. اختصاصية التغذية، تنصح الآخرين بكل شيء تستخدمه وكأن البشر جميعهم نسخة مكربنة من جسدها تماماً، تصف مكملاتها بدون حذر أو خوف من تأثيرها في صحتهم البدنية، وكأنهم لا يشتكون من علة سوى زيادة الوزن وأمنياتهم في الحياة مقتصرة على حصولهم على جسم متناسق فقط! انتشار ظاهرة «المتربحين الافتراضيين»، ممن خلطوا الحابل بالنابل وباتوا كالوباء المستفحل، يصولون ويجولون ولا يكفون عن «هذرهم» حتى أثقلوا على الناس وأفسدوا حياتهم وعقولهم بقدر جشعهم ونزعة التربح التي تملكتهم، آن الأوان لوضع حد لممارساتهم اللامسؤولة، وردع كل من تسول له نفسه الخوض في شأن ليس من تخصصه! [email protected]