الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

تعلم الركض لتكون صحافياً

دانت هيئة محلفين أمريكية المدير السابق لحملة دونالد ترامب الانتخابية بول مانافورت بالاحتيال، أخيراً، في أول محاكمة تنجم عن التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت عام 2016. انتهى الخبر الذي لربما عدد كبير منا لم يشغله أو حتى يتابع تطوراته، الخبر في جهة وما شاهدته عبر منصات التواصل الاجتماعي في جهة أخرى، وعلى الأخص عبر برنامج «تويتر». ما لفت انتباه العالم الإلكتروني، هي تلك اللحظة القانصة، وعدد من الصحافيين والصحافيات يتسابقون في الركض من أمام قاعة المحكمة، لنقل خبر إدانة مدير حملة ترمب السابق بول مانفورت قبل الآخرين، بسبب منع المحكمة استخدام الهواتف المحمولة بداخلها. المشهد بدا مثيراً جداً، وقد راق لي تعليق إحداهن على موقع «تويتر» وقد أرفقت كلماتها مع صور الصحافيين وهم في حالة الركض قائلة: «إذا أردت أن تكون صحافياً، عليك أن تتعلم الركض بسرعة أولاً». الجميل في الأمر برمته هو في الحدس الفني والبصري، لدى المصورين الذين التقطوا الصور، والأجمل بالتأكيد التعليقات التي رافقت الصور، وقد سرقت صور الصحافيين أثناء ركضهم، نجومية خبر الإدانة، وقد قيل سابقاً الصورة تغني عن ألف كلمة، وربما معظمنا يتفق مع هذا الرأي. مشهد الصور المثيرة للتعاطف أو اللافته لغرابتها، وذكاء المصوريين في كيفية تحريكهم للمشاهدين عبر العالم عبر صورة، دفعني للتفكر في عدد من الصور التي لم تخرج من رأسي، أولها أثناء احتلال العراق من أمريكا من عام 2003، وضع علم أمريكا على تمثال صدام، وصورة الأب العراقي أثناء الاحتلال وقد وضع فوق رأسه كيساً أسود، وكان بحانبه طفله ورغم عدم قدرة الأب على الرؤية، لكنه كان يشعر بأن الطقس حار، فوضع يده في حنية بالغة على رأس طفله ليظلله. الصورة أفزعت العالم بعد نشرها، وقد هاج الشعب الأمريكي ضد ما تم، بينما ظللنا نحن نمسح دموعنا! [email protected]