الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ملامح تطور المؤسسات

التغير سنة كونية ثابتة، ومن يعتقد أنه اكتفى؛ فقد كتب على نفسه الفناء. وكذلك الحال مع المؤسسات وحتى الدول. ولعل أكثر التغيرات تحصل بشكل طفيف غير محسوس على المدى القريب؛ لكن بنظرة كلية للمشهد وعلى مدى زمني يتجاوز السنوات العشر، يمكن أن ترتسم لنا ملامح الاتجاهات المتغيرة ومسار تلك التغيرات في المستقبل. CMG Chess Media Group شركة استشارات اجتماعية تساعد الشركات لفهم عائد استثماراتها التسويقية نشرت رسماً توضيحياً Info graph لتطور مفهوم الوظيفة بشكل عام، مستعرضة أحد عشر ملمحاً للتطور ينبغي لقادة الشركات والمؤسسات وكذلك الموظفون الانتباه إليها عند اختيار الوظائف أو تصميم الأعمال حتى يواكبوا العصر. من تلك الاتجاهات؛ تغير المدى الزمني للوظيفة ليصبح في أي وقت من اليوم وعلى مدار الأسبوع والسنة؛ بعد أن كان مقتصراً على ثماني ساعات متواصلة في الصباح أو بعد الظهيرة. وتبعاً لذلك تغير النطاق المكاني ليشمل العمل من أي مكان وحتى من غرفة النوم بدلاً من المقر الرسمي للشركة. وسوف أفرد مقالاً مستقلاً لشرح تداعيات العمل عن بُعد Remote Work. وهناك خطوة أخرى مهدت لإمكانية العمل عن بُعد وهي عدم التقيد باستخدام جهاز حاسوب محدد لأداء المهام الوظيفية؛ بل يكفي اسم مستخدم وكلمة مرور خاصة بكل موظف ليمكنه الولوج للشبكة والعمل من أي جهاز حاسوب طرفي. كما يمكن ملاحظة أن المؤسسات كانت تركز على إنجاز الأعمال أو ما يعرف Output، في حين أنها الآن تتطلع إلى النتائج المحصلة جراء تنفيذ تلك الأعمال Outcome. فقد ينفذ الموظف أو المؤسسة جميع المهام والخطط المتفق عليها؛ لكن من دون أن تحقق الغاية وراء تلك المهام والخطط. لذا تغيرت النظرة إلى المهام ذاتها. فأصبح لكل موظف مهام مفصلة خاصة به «أهداف شخصية» تتناسب مع مهاراته ومستوى أدائه، بدلاً من قوائم المهام الثابتة التي تناسب الجميع. كانت المؤسسات تحيط بياناتها ونتائج أعمالها بهالة سميكة من السرية، ولكن حتى تتمكن من الأداء بشكل أفضل في عالم يعتمد على المعرفة؛ كان من الطبيعي أن تتشارك وتنفتح على المؤسسات الأخرى داخلياً وخارجياً بشتى الوسائل كالتقارير الدورية والمؤشرات وأفضل الممارسات. وتكثيف استثمار وسائل التواصل الحديثة. لكن كل تلك التغيرات ما كانت لتتحقق من دون تغير في الفكر القيادي السلطوي إلى القيادة الإبداعية والمنظمة المسطحة وفرق العمل، مع الاهتمام بالتعليم المستمر النوعي والمهاري بدلاً من الأكاديمي أو النظري. [email protected]