الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إحكام الغزْل مطلوب

في سورة النحل آية شريفة، يحسن التوقف عندها، في هذه الأيام التي فاز فيها الناس بالمغفرة؛ إن بالوقوف في عرفة، أو بصوم ذلك اليوم، لمن لم ييسر الله له الحج.. الآية هي قوله، سبحانه وتعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.. بعض أهل التفسير يقولون إن الآية حكاية عن امرأة خرقاء أي مختلة ومصابة بالوسوسة، واسمها معلوم، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته، أي تخيطه ثم تعود وتنقضه، وأحياناً تأمر من عندها بالخياطة، فيجلسن معها من الغداة إلى الظهر، ويغزلن، ثم تأمرهن بنقض ما غزلنه، وبعض أهل التفسير لم يهتم بالاسم، واهتم بالوصف والمعنى المراد، وهو سبب هذا المقال.. التحذير في الآية دقيق جداً، وله إسقاطات كثيرة مفيدة؛ فالحج المبررو، والصوم المقبول، السالف الذكر يمثل عهداً بين العبد وخالقه سبحانه وتعالى، وهذا العهد يستحق الالتزام بالطاعة، خصوصاً بعد أن ذاق العبد حلاوتها، وعاش معها أحلى أوقاته.. رب الحج، سبحانه وتعالى، هو رب الشهور كلها، ورب الصوم، تعالت عظمته، رب الطاعات كلها، وبئس القوم كما قال الإمام بشر بن الحافي، رحمه الله: «الذين لا يعرفون الله تعالى إلا في رمضان»، وقياساً على كلامه «الحج»، وأمثاله من أوقاتِ وأماكن الخيرات. [email protected]