الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

في «التطبيع» والتناقضات القطرية الإخوانية

«رمتني بدائها وانسلت» .. مثل عربي شهير يضرب لمن يعيب غيره بما هو فيه، ينطبق اليوم على «الحكومة القطرية»، فهي عبر إعلامها الذي يتخبط من حيث لا يدري تحاول إيجاد التهم عشوائياً لترمي بها من تعدّهم خصومها من دول المنطقة، ومن آخر ما تفتقت عنه الآلة الإعلامية القطرية أن توجه لجيرانها اتهامات بالتطبيع مع إسرائيل، وهي اتهامات بقدر ما تثير السخرية تثير الشفقة على ما يعانيه القائمون على ذلك الإعلام من «سذاجة» مطلقة، وكأنهم لا يعلمون أن قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي طبّعت منذ زمن مع إسرائيل، والأدلة الدامغة موجودة، والتبادلات التجارية معلنة، والزيارات السرية والعلنية بين الطرفين أكثر من أن تحصى. إن كانت حكومة قطر جاهلة بأمر الإعلام التابع لها فتلك مصيبة، وإن كانت عارفة وهي الموجِّهة له بما ينشر ويبث فالمصيبة أعظم. فما دام «التطبيع» مع إسرائيل تهمة فالأولى بـ «قطر» أن تنصح نفسها وتعمل على إزالة الخطأ أو «الجرم» بدقة أكثر، ولذلك أصاب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية بإشارته عبر تغريدة على «تويتر» إلى أن الدوحة «تنشر وتروّج إشاعات التطبيع بشأن جيرانها، بينما اتصالاتها موثقة ومستمرة وآخرها جملة من الاتصالات مع تل أبيب حول غزة». وأضاف أن الأخبار الكاذبة والعمى الحزبي باتا مفضوحين. من إشكاليات قطر المتواصلة هي الاستسلام للهوى «الإخواني»، وعدم الخروج عن خطاب «الإخوان المسلمين»، ومع استمرار ذلك، فلا أمل في عودة الوعي إلى الحكومة القطرية، فأهداف تنظيم الإخوان معروفة منذ تأسيسه، وفي مقدمتها السيطرة على الحكم في أي مكان يتاح لهم، وقد فعلوا في مصر ورأى الجميع النتائج الكارثية لأسلوبهم في إدارة الدولة التي أدت في نهاية المطاف إلى إسقاطهم من قبل الشعب المصري، وحين تسلِّم لهم الحكومة القطرية زمام الأمور في تسيير خطابها الإعلامي، فالأرجح أنها سلمت لهم أموراً أخرى، وما حكاية اتهام الجيران بالتطبيع إلا واحدة من سقطات الخطاب الإعلامي القطري، والذي هو الخطاب الإخواني «المتناقض» ذاته، فالإخوان لديهم دائماً تبريراتهم للأحداث، فيبررون تهاوي الليرة التركية على سبيل المثال بأنه مؤامرة، بينما يكون عندهم تهاوي الجنيه المصري سوء إدارة، والأمثلة أكثر من أن تحصى في تناقضات الخطاب الإخواني، والقطري التابع له. [email protected]