الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الدنيا دوارة

الحمدلله رب العالمين حباً وامتناناً وشكوراً خلقنا وبسط لنا الوسيعة، وفيها كتب لنا الأقدار وضمن الأرزاق. إن الدنيا حولنا كالرحى الدوارة تمحص الحصاد الذي نزرعه بلا استئذان منا، ولا تنتظر الرأي والمشورة والقرار، فهي تأخذ منا ما نصنعه، وتعيده إلينا في صور وأشكال مختلفة، ليعود إلينا كما صنعناه سواء كان صنيعاً إيجابياً أو صنيعاً سلبياً، تعيده إلينا بالمثل، وهذا من قوانين العدالة في الحياة. الدنيا دوارة تحتفظ في ذاكرتها بكل ما يصدر منا من قول وعمل وتعيده إلينا محمولاً بين يديها هدية لا تبتغي به منا جزاء ولا شكوراً، فهي فقط ترجعه مثل ما كان من دون زيف ولا نقصان. وما أجمل من سلم للدنيا جميل الأثر من أقوال وأفعال لتعود إليه وهي بقمة جمالها وتزيده رونقاً وبهاء، فما قدمه بالأمس من معروف أو كلم طيب عاد إليه كاملاً تاماً وربما أجمل كثيراً من كل التوقعات. أما من أرخص نفسه وباعها مضيعاً حيله وقوته في المكائد والفتن والخوض في الأعراض، فليعلم أن الدنيا دوارة عبوس قمطرير وأشد انتقاماً من الظالم والحاقد والشامت والنمام، فهي تتلذذ بتصفية الحسابات معهم، وتكون أشد قسوة وأكثر إيلاماً. الدنيا دوارة وعادلة مع الجميع المحسن والمسيء، وعلى ذلك المبدأ كن إيجابياً واستمتع بحياتك وتنعم، وافعل كل ما هو جميل لتفاجئك الدنيا بالأجمل. [email protected]