الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أعظم خطوات الفشل

من أعظم خطوات الفشل إقناع النفس بعدم وجود أي حل للمشاكل التي تمر بنا، فعندما يتحدث بعضهم ويشاورك عن علاج لمشكلته وتقترح عليه بعض الحلول فيرفضها جميعاً، ليس لأنها غير مجدية بل لأنه أقنع نفسه من البداية أن هذه المشكلة لا يوجد لها أي حل، ولو صارح نفسه قليلاً لوجد بأن بعض الحلول يمكن تطبيقها لعلاج المشكلة بالكلية أو لتخفيف ما يترتب عليها أو على أقل تقدير لتمر هذه المشكلة على النفس بصبر ورضا، فمرة حدثني بعض الآباء عن مشكلة بينه وبين أولاده فسألني هل يجوز أن أحرمهم من الميراث لعقوقهم؟ فقلت له: لا يجوز لك هذا، ثم سألني هل يجوز أن أتصدق بجميع مالي كي لا يأخذوا من الميراث شيئاً ؟ فقلت له: لا يجوز لك هذا، فقال لي: سأدعو عليهم ، فوجهته بعدم فعل هذا والدعاء لهم بالهداية والسداد، فالخلاصة المتقررة في ذهن صاحبنا عدم وجود حل مع هؤلاء الأولاد إطلاقاً، وهذا التصور خطأ، فوجهته بأنه جانب الصواب في اعتقاد عدم وجود علاج لمشكلته وإلا فماذا يضر الأب لو دعا لأولاده ولو كانوا على عقوق وشر بالصلاح والهداية؟! واعتقاد عدم وجود علاج لمشكلة ما مضر حتى في الجانب الأخلاقي أو السلوكي فالموظف الذي تعود أن يتأخر عن عمله يقول: لا يوجد حل لعلاج عدم استيقاظي المبكر، والرجل الغضوب يزعم أنه لا يوجد حل لعلاج غضبه، والمرأة المسرفة تدعي عدم وجود حل مناسب لمشكلة الإسراف والتبذير وكل ما سبق جزء من خديعة النفس وعدم مصارحتها، فالحقيقة مرة جداً، وانظروا إلى قوة الإرادة والعزيمة عندما يدمن بعضهم على التدخين لسنوات طويلة ثم يتخذ قراراً بالتوبة الصادقة فيقلع فوراً عن التدخين بصدق وجدية فهنا نتيقن أن جميع المشاكل لها حل بإذن الله، فإن أعيتك جميع الحلول فتوجه إلى الله تعالى بصدق وانطراح بين يديه، فبعضهم تكون مشاكله كبيرة جداً ولكنه يجد في الدعاء ومناجاة الله راحة عظيمة فتهون عليه المشكلة وتطمئن نفسه. [email protected]