السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خطورة «التنمر الإلكتروني»

على الرغم من انتشار ظاهرة «التنمر عبر السوشيال ميديا» قبل ما يزيد على عشر سنوات، بالتزامن مع اتساع أدوار مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن العديد من البلدان العربية لم تعِ بعد خطورة ذلك التنمر وآثاره السلبية الكبيرة في المجتمع، التنمر الإلكتروني، هو سلوك عدواني يهدف إلى إيذاء الآخرين بشكل متعمد ومتكرر وإلحاق الضرر بهم عبر استخدام الإنترنت وتقنيات التواصل الاجتماعي. وفي سبيل تحقيق غرضه، يستخدم المتنمر الإلكتروني عدة وسائل إجرامية، منها محاولة ترهيب الآخرين أو تشويه سمعتهم أو جعلهم محط سخرية الجميع، أو استعداء الآخرين عليهم عبر نشر الشائعات حولهم أو كشف تفاصيل من حياتهم الشخصية، إلى آخره. وعادة ما يكون غرض المتنمر من هذه الأفعال، هو الابتزاز بهدف الحصول على المال أو إجبار الضحية على الانخراط في علاقات جنسية محرمة أو دفعها للتورط في جرائم يحاسب عليها القانون، أو تشويه السمعة لأغراض سياسية أو أيديولوجية، إلا أن بعض المتنمرين - وهم الأخطر- لا يستهدفون من وراء أفعالهم تلك سوى المتعة والتلذذ بإيذاء الآخرين. ونتائج التنمر الإلكتروني قد تفوق في كثير من الأحيان الإيذاء البدني، فقد يفقد الضحية ثقته واحترامه لذاته ويندفع إلى الوحدة، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر بالضحية إلى الانتحار، أو التورط في جرائم قتل! وعلى الرغم من ظهور مثل هذه النماذج في البلدان العربية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن نشر الوعي بخطورة التنمر الإلكتروني لايزال متعثراً في الإعلام العربي الذي ينظر إلى التنمر على أنه مجرد جزء من الجريمة الإلكترونية، وهو ما يحتاج منا وقفة للتنبيه إلى تلك الظاهرة ودفع المسؤولين للتصدي لها ووضع التشريعات الشاملة التي تقطع الطريق على المتنمرين. [email protected]