الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أي حوار تريده طهران؟

تحدث أخيراً وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد بلاده لـ «تطوير التعاون مع جميع دول المنطقة بما فيها السعودية والإمارات والبحرين».. غير أن هذه المبادرة «الملتوية» فيها الكثير من الرسائل غير الإيجابية التي تؤكد أن حكومة إيران يصعب أن تغير سياستها الخارجية ما دامت تصر على المسار العبثي الذي خطته لنفسها. في حديثه أبدى ظريف أسفه تجاه ما قال إنه «عزم الإمارات والسعودية والبحرين على إثارة التوتر».. وهذه نقطة تؤكد أن إيران ما زالت تريد التدخل في القرارات السيادية لدول المنطقة، وما أسماه توتراً هو في حقيقته دعوة لمكافحة الإرهاب، ولكون إيران من رعاة الإرهاب في المنطقة فإنها لا تسمي الأمور بمسمياتها، وأما إشادة ظريف بكثافة الزيارات المتبادلة بيت إيران وقطر، فالأمر ليس غريباً، فعلى كل من الدولتين أكثر من علامة استفهام في ما يتعلق بدعم الإرهاب على اختلاف انتماءاته الطائفية، أي إن تلك الزيارات مشبوهة من الأساس. والأكثر إثارة للسخرية في حديث وزير الخارجية الإيراني هو قوله إن بلاده ترحب بتغيير نهج الإمارات والسعودية والبحرين، وكأنه يريد القول إن سياسة إيران «الهدّامة والداعمة للإرهاب» على صواب، وسياسة الدول الأخرى «الداعية للسلام ومكافحة الإرهاب» خاطئة.. وإلى ذلك يبدو أن ظريف يحسب أن إيران «المكبلة بالعقوبات» قادرة على فعل شيء. وعليه، فإن قول ظريف في نهاية حديثه إن سياسة طهران «تستند إلى التعاون مع الجيران والحوار الإقليمي» لا يتجاوز كونه كلاماً مجانياً، وإن أرادت إيران الحوار فلا أحسب أن أحداً سوف يرفض إن أوقفت إيران أولاً عبثها في المنطقة، ثم أبدت حسن النية قولاً وفعلاً. [email protected]