حاجة الناس

النفس البشرية تحب ذاتها، هذه بمثابة فطرة، وهذا ليس شر أو عيب كما قد يحسب البعض، بل هو أمر طبيعي، لكن المشكلة إذا تضخمت هذه الذات وكبرت وباتت ترى الآخرين أقزاماً أمامها، المشكلة عندما تنمو الذات وتصبح أنانية وتلغي الآخرين، ولا ترى إلا نفسها جديرة بالاحترام والتقدير، أما الآخرون فلا يستحقون أي اهتمام أو أي عناية، هنا تكون المعضلة الكبيرة والحقيقية، ومن هنا تشوهت الذاتية وباتت كأنها وصمة عار. الذي أريد قوله أن نحب أنفسنا ولا نقسو عليها، ولكن في اللحظة نفسها لا نعظمها للدرجة التي نقسو على الآخرين ونحطم آمالهم وطموحاتهم ونعتبرها كأنها عبث ولا قيمة لها، وما نريده نحن فنجعل له الأولوية القصوى .. أحب نفسك وامنح الآخرين ما يستحقونه من الاحترام والتقدير، فالاحترام فضيلة وقيمة أخلاقية لا تكلف شيئاً. عندما ترى عاملاً في الشارع ينظف بجد واجتهاد، ليس بالضرورة أن تعبر عن احترامك بإخراج بعض النقود ودفعها له، تكفي ابتسامة وتحية، يكفي أن تشكره، عندما ترى موظفاً مجتهداً في عمله لا تقطب جبينك في وجهه وكأنه يستجدي منك ويطلبك صدقة، بل أعرض عليه مساعدتك وأشعره بأنك تقدّر عمله وجهده، ببساطة متناهية الناس في كثير من الأحيان لا تحتاج عطفاً ولا مالاً، بقدر حاجتهم للاحترام ولكلمة عرفان وشكر، عامل الآخرين تماماً كما تعامل نفسك وكما تحترم نفسك. [email protected]