الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الشعارات والواقع

تمثل الشعارات جزءاً مهماً في حياتنا المؤسسية، حتى إننا لكثرتها لم نعد ندرك أيها نتخذ في أي وقت، تلك الشعارات التي وضعت حتى يكون الجميع على صفحة واحدة يحملون القيم ذاتها في التعامل مع بعضهم البعض فينعكس ذلك على التعامل الخارجي، وكلنا يتذكر موضة الرؤية والرسالة التي اجتاحت المؤسسات قبل سنوات قليلة فكان الناتج أن الكثير من المؤسسات وضعت الرؤى والرسائل «بالبنط العريض» ولكنها للأسف نسيت أن تطبقها وتستمر عليها! المشكلة الكبرى، والتي اتضحت بعد سنوات أن القضية ليست في الشعارات والرسائل والرؤى ولكنها في الإيمان بها أولاً من قيادة المؤسسة قبل فرضها من قبل الاستشاريين الخارجيين، وتطبيقها في ثقافة مؤسسية حقيقية لتعكس الواقع، والتحدي الأكبر في كثرة الشعارات أن تطبق بشكل عملي حقيقي غير متناقض كأن تطلق مؤسسة ما شعار «العميل أولاً» وتنسى أن الموظف الداخلي هو عميلها الأول فتنهار كل هذه الشعارات داخلياً قبل أن تطبق في الخارج، إن الحد الفاصل بين الشعارات والواقع هو الإيمان والتطبيق والصدق وأن ترى التناغم الحقيقي في كل ذلك فلا تدرك السحر الحقيقي خلف تلك النيات التي آمنت قبل أن تتكلم وقالت فطبقت ما تراه، إن اللقاءات الإعلامية المباشرة مع مسؤولي المؤسسات كفيلة بإظهار الشعارات، ولكن رضا أصغر العملاء وأصغر الموظفين هو المؤشر الحقيقي بين الشعارات والواقع التطبيقي، في الختام أتمنى أن ينزل مطلقوا الشعارات من أبراجهم إلى أرض الواقع وأن يواجهوا تطبيق شعاراتهم في الميادين كي يعلموا الفرق بين ما يطلقونه وما يتلقاه الموظفون والعملاء. [email protected]