الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الروائي المكافح

ربما يكون الروائي السوري حنا مينة، الذي رحل قبل أيام عن 94 عاماً، واحداً من أهم روّاد الواقعية الاشتراكية في الأدب العربي، وقد مثل تلك المدرسة فعلاً وكتابة. منذ بداياته عانى مينة قسوة الحياة، واكتفى بشهادة التعليم الابتدائي عام 1936، لتبدأ رحلة المعاناة من أجل لقمة العيش، ليعمل في أي مهنة تتاح له، ثم غادر مع عائلته لواء إسكندرون عام 1938 إلى اللاذقية، بعد اقتطاعه من سوريا وضمه إلى تركيا، واضطر للعمل حمالاً في ميناء اللاذقية لتبدأ هناك مرحلة التكوين الفكري بتأسيس نقابة عمال الميناء، وكان بالإضافة لعمله يوزع صحيفة صوت الشعب، مما عرضه لاعتداءات طبقة «الإقطاعيين» من بعض الرافضين لتوجهاتها في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. ومن المفارقات في كفاح حنا مينة أنه عمل بعد ذلك حلاقاً، ليكتسب معرفة كبيرة بأحوال الناس من خلال حواراته معهم، ساعدته في بناء العديد من الأفكار الروائية، لكن الأهم في رحلة حياته هو عمله بحاراً، تلك المرحلة التي شكّلت منطلقاً للكثير من عوالمه في الكتابة.. لينتقل بعدها إلى بيروت ثم يعود إلى دمشق ليعمل في الصحافة، ثم بدأت إصداراته الروائية تظهر إلى النور، سارداً فيها حالات متنوعة من الكفاح والألم وقسوة الحياة، مؤسساً لهوية خاصة به تنتمي إلى «الواقعية الاشتراكية» في الأدب، فهو قد جرّب ما يتحدث عنه في رواياته على أرض الواقع، ولم يكن غريباً عن البيئات التي يصفها، أو أبطال روايته الذين يجعلهم ينطقون بلسان حاله. للراحل عدد كبير من الروايات المعروفة لدى المهتمين بالأدب، ولعل أشهرها على المستوى الشعبي «نهاية رجل شجاع»، التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني قبل حوالي ربع قرن. [email protected]