الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الشهادة أم الشغف؟

أثارت شركات apple وgoogle وibm وأكثر من عشر شركات أخرى غيرها عاصفة من الجدل في الأوساط الأكاديمية والطلابية بإلغائها شرط الشهادة الجامعية في بعض وظائفها، واعتمادها معيار المهارة شرطاً لاستحقاقية الوظيفة، واعتزامها تحديد الراتب بناء على نوعية المهارات التي يتمتع بها المتقدم، بصرف النظر عن الدرجة العلمية التي يحملها، ولسان حالها يقول «ما الفائدة من موظف يحمل الدكتوراة، وهو لا يقدم للشركة شيئاً؟». وأنا أقرأ هذه الأخبار تملكتني حيرة كبيرة، فهذا التوجه يفتح أبواب الأمل في وجوه ملايين الشباب المبدعين ممن لم تسعفهم ظروفهم للحصول على شهادات عليا في تخصصاتهم، لكنه في الوقت ذاته يحبط كثيراً ممن سهروا الليالي، وأفنوا حياتهم في طلب العلم والاستزادة من المؤهلات. قبل أيام التقيت بأحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج، وأول سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أراه يقف أمامي «لماذا تكتفي بموقع youtube، ولا تسعى للظهور التلفزيوني؟». ارتسمت على وجهه ابتسامة واثقة، وأجاب «حلقاتي في موقع youtube تحصد ملايين المشاهدات، ومردودها يعود علي مباشرة، فلماذا أسعى إلى العمل مع مخرجين تقليديين يقتلون روح الإبداع لدى الشباب، ويفرضون عليهم رؤى وأفكاراً قديمة ومكررة؟». قلّبت إجابته في رأسي، ثم قلت «لكن العمل مع قناة تلفزيونية كبيرة من شأنه أن يوفر لك إمكانات إنتاجية ضخمة، ليس بمقدورك أن توفرها لنفسك»، ابتسم مرة أخرى، وقال بالثقة ذاتها «الإبداع لا يحتاج إلى إمكانات ضخمة بقدر حاجته إلى عقول تفكر خارج الصندوق، وتستشرف المستقبل، وخير دليل على ذلك أن برامج القنوات التلفزيونية التي تكلف الملايين لا تحظى بـ 10 في المئة من المشاهدات التي تحققها برامج الشباب التي لا تكلف شيئاً». قبل أن أنسى، هذا الشاب لا يحمل شهادة في المجال الذي أبدع فيه، لكنه يملك الشغف. وأكاد أجزم بأن أكثر ما تحتاج إليه المؤسسات اليوم هو الموظف الذي يملك الشغف! [email protected]