الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تحرير اليمن مسألة حتمية

لم يأتِ التقرير الأخير للمنظمة العامة للأمم المتحدة عن انتهاكات الحوثيين لحقوق الناس من فراغ، لكونه بني على وثائق دامغة وأدلة واقعية من ممارسات تلك العصابة غير الإنسانية ضد أبناء اليمن بمختلف شرائحهم. عصابة الحوثيين المدعومة من إيران عذبت البشر وجندت الأطفال بما «قد يرقى لجرائم حرب» بحسب التقرير، وبالتالي بات المطلوب أن تتخذ الأمم المتحدة إجراء واضحاً لتطبيق قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2216، لإجبار الحوثيين على تسليم السلام والمناطق التي يسيطرون عليها للحكومة الشرعية. وحين يبيّن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية د. أنور قرقاش أن التقرير المشار إليه يستوجب رداً، فإن ذلك يجب أن يؤخذ من الجهات الدولية ذات العلاقة بشكل جدي، إذ لا بد من إبعاد الأذى عن أبناء اليمن، والوقوف إلى جانب قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني للخلاص من إجرام الحوثيين الذين يرفضون الحوار ولا يقبلون بعودة الشرعية ويصرون بإملاءات إيرانية على إكمال المخطط معتقدين أنهم قادرون على الاستمرار فيه، لكن ذلك الأمر لن يحدث قطعاً فمعظم أراضي اليمن قد تحررت منهم، وهم يخسرون المزيد يومياً. تحرير اليمن من الحوثيين ومطامع إيران مسألة حتمية يصعب التراجع عنها، وما فعله التحالف العربي هو واجب تجاه الأشقاء في اليمن، فأمن اليمن من أمن المنطقة، ومستقبل اليمن سوف يشكل عنصراً فاعلاً في مستقبل المنطقة، ولا مستقبل من دون أمن متكامل، وعندما تحاول إيران العبث بذلك الأمن فالمفترض ردعها وتعطيل محاولاتها، وهذا ما فعلته قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني بمواجهة ذراع إيران الحوثي، لمنع سيطرته على اليمن، وإعادة الشرعية إليه. جرائم الحوثيين في اليمن أكثر من أن تحصى، بدءاً من انقلابهم إلى انتهاكاتهم لحقوق الإنسان وتجنيد الأطفال والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، وغير ذلك من ممارسات لا تقبل بها البشرية، غير أن من رضي أن يكون أداة بيد إيران بما تنويه من شرّ لدول المنطقة لا يستغرب منه أي عمل إجرامي، لذلك أصبح موضوع الخلاص من كل أدوات إيران في المنطقة أينما وجدوا أمراً ضرورياً من أجل ترسيخ السلام والاستقرار. [email protected]