الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ثقافة إدارة الآثار

كانت زيارة لا تُنسى لمنطقة «صحراء المماليك» التي تقع في الشمال الشرقي لمدينة القاهرة، وتعتبر أكبر مكان يحوي هذا العدد من الآثار الإسلامية في مكان واحد، تتجسّد فيها روعة وعظمة فن العمارة في العصر المملوكي، إذ تعبّر عن حقبة زمنية تمتد لحوالي ألف عام، من العصر الفاطمي حتى أسرة محمد علي. وبحسب وزارة الآثار المصرية، يوجد في «صحراء المماليك» أكثر من 35 معلماً أثرياً تجاوز عمرها الخمسة قرون. من تلك المعالم مسجد السلطان المملوكي «الأشرف بن أبي الناصر قايتباي» في شارع السوق بحي منشأة ناصر في القاهرة، ويرجع تاريخه إلى عام 1474م، ونتيجة لجمال تصميم المسجد، رُسِمَ على الجنيه المصري ليكون شاهداً على عظمة بنائه. لكن الأمر المحزن حقاً هو الإهمال الصارخ الذي تشكو منه المنطقة بأسرها! القيمة التاريخية لها تستحق اهتماماً متعدّد الجوانب، من حيث الترميم والنظافة والترويج وجودة ودقة التعريف التاريخي بالمعالم الموجودة. لقد صادفتُ في هذه المنطقة أموراً مدهشة في غاية الروعة ومخالفة لما قيل لي من قبل! وكلي ثقة بأنها لو حصلت على حقها في الخريطة السياحية فسيتضاعف عدد زوارها بشكلٍ لا يُصدّق! إن الإدارات المعنية هناك بحاجة إلى اكتساب ثقافة إدارة الآثار وفهم قيمتها الحقيقية وبذل مجهود مضاعف لمنح هذه المنطقة ما تستحقه من اهتمام وإنقاذها من براثن الإهمال.