الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

طائر على الرأس

يحكى أن زرزوراً ألهم موزارت. رغم أن الحكاية ضعيفة المصدر، إلا أن بعض الموسيقيين يؤكدونها، والأغلب منهم يستهجنها. إذ إن الزرازير من أكثر الطيور غير مُرحب بها والمكروهة. يُطلق عليها البعض «جراد الطيور» لميلها إلى التدمير وقلة نظافتها وسرعة تكاثرها وتجمعها وصوتها المزعج. ليست للزرازير تقريباً أية إيجابيات تميزها كباقي العصافير، لذا هي ليست بالطيور المستأنسة ولا تتم تربيتها في المنازل عادة. كما أن قانون الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال لا يحميها عكس جميع الطيور الأخرى وليست لديها حقوق تقريباً، إضافة إلى الحمام الذي يُعد من الطيور العدوانية. لذا بقيت قصة اقتناء الموسيقار موزارت زرزوراً، وإلهام هذا الطائر له موضع استهجان. في كتابها «زرزور موزارت»، تروي الكاتبة الأمريكية لياندا لين هاوبت تجربتها المماثلة في تربية زرزور. تقول في بداية الكتاب أنها حرصت على الكتابة بينما تحط «كارمن» على كتفها أو رأسها. ولو أنها كتبت بالمعدل الطبيعي، لانتهت بشكل أسرع وأبكر. اقتنى موزارت طائره بعد أن سمعه يغرد أحد ألحانه، وهو جزء آخر مثير للاهتمام في الحكاية. وجمعت بين الموسيقار العظيم والزرزور صداقة فريدة وطيدة مُلهِمة لمدة ثلاثة أعوام. يتحدث كتاب لياندا، الأشبه باليوميات والحكايا بشكل مميز عن علاقة الإنسان بالحيوان، وترجمة هذه العلاقة بشتى أشكالها. وعن معايشة تجربة شديدة الصعوبة، لفهم أعمق. [email protected]