الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ضربني زوجي

«سيدي القاضي، لم أعد أقوى على العيش مع هذا الرجل، لم يكتفِ بسوء خلقه الذي تحملته لسنوات، فأصبح يمد يده ويضربني، سئمت هذه الدنيا بسببه». أطرق القاضي مفكراً، قلب أوراق القضية التي أمامه، إنها تطالب بحقوقها، برد اعتبارها، بتعويضٍ عن الضرر النفسي والمادي والمعنوي لما قام به الزوج. سأل القاضي الزوج «هل تضربها يا سيدي فعلاً»؟ خجل الزوج من النظر إليه، أطرق برأسه، وأجابه «نعم يا سعادة القاضي، لقد فعلت، لكنها هي من دفعتني لذلك مؤخراً، لقد تحملت وقاحتها وسوء عشرتها لسنوات لأجل هذا الابن المسكين، لكنها اعتقدت أن صبري عليها ضعفٌ وقلة حيلة، لقد سئمتها يا سيدي القاضي ولم أعد أطيق صبراً على هذه الحياة التعيسة التي تجمعني بها، وإنني على يقين تامٍ الآن أن في تركها والانفصال عنها خيراً له من أن يعيش في هذه الأجواء غير السوية وفي هذا الجو الأسري المفكك، كان لا بد أن تتأدب». تأملهما القاضي قليلاً، ثم سأل «إذاً، فكلاكما يزعم أن الآخر هو الذي لا يُطاق»؟ هزا رأسيهما بالموافقة على ما يقوله. كان الابن يجلس في زاويةٍ قريبة في قاعة المحكمة، طلب منه القاضي أن يقترب إليه، «بني، إني أرى علامة في مقدمة جبينك، هل وقعت على أداةٍ حادة أو اصطدمت بشيءٍ ما»؟ تمتم الطفل بصوتٍ خافت «لا، أمي ضربتني بقوة كما تفعل دائماً». احمر وجه القاضي، سألها «لم ضربته»؟ استنكرت السؤال، «لأنه كان لا بد أن يؤدب على سوء تصرفه، ضرب تأديب». أعلن القاضي مباشرةً حق الحضانة للأب، ورفع صوته في المحكمة «من يقبل على الآخرين ما لا يقبله على نفسه، لا يستحق أن نستمع لشكواه منذ البداية». [email protected]