الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

بين البصرة وإدلب

من الصعب التكهن بما يحدث في محافظة إدلب السورية، بالنسبة لي، حيث إدلب أشبه بالجزيرة الغارقة التي لا تعرف كيف سيتم إنقاذها، ولا كيفية إنقاذ مئات الألوف من الأبرياء الذين ساق إليهم القدر زمرة من البشر.. إدلب تواجه أعنف الغارات، فخلال ثلاث ساعات من الأسبوع الماضي نفذت طائرات روسية مقاتلة تابعة للنظام السوري 60 غارة جوية على قرى في ريف إدلب الجنوبي والشرقي. بين شارع الحرية والجلاء والعروبة ومدرسة الوحدة، وكل الأسماء الرنانة في مدينة إدلب، من الصعب رؤية ما يحدث أو ما ينقله الناس، بعيداً عن الإعلام العسكري والمنظمات الحقوقية. كعادتي..عندما أقف بعيداً متوجسة من الناقلين، أعمد إلى برنامج سناب شات لأرى ما يحدث، وما ينقله الناس البسطاء.. من نساء.. ومراهقين .. وسهارى في ليل طويل، لكن إدلب كانت أشبه بغرفة ظلماء من الصعب اختراقها. يبدو لا أحد من سكانها يتعاطى مع هذا البرنامج (سناب تشات)، أو هو محرم تحريماً شرعياً على السكان. أما مدينة البصرة العراقية التي تعيش احتجاجات صارخة، فقد كانت رغم حظر التجول، وضجيج المظاهرات الصادقة، والفاضحة أحياناً، إلاّ أنها مكشوفة على برنامج (سناب تشات)، حيث بإمكانك التجول في شوارع البصرة مع من خرقوا حظر التجول الخميس الماضي، وتجولوا في سيارتهم. ولا يمنع أن ترى معاناة ربات البيوت من الفساد، وهن يفتحن صنابير الماء لتندفع مياه سوداء وسط تذمرهن من الساسة والحكومة... وكذلك السهارى في لياليهم الحمراء مع الأسلحة تحسباً لأي طارئ.. حيث لا أمان ولا راحة ولا سكون. إذا أردنا أن نعرف ماذا سيحدث في أدلب بعد تحريرها من المعارضة.. علينا أن نعرف ماذا يحدث - الآن - في البصرة! [email protected]