الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أصناف ليست من أوصاف البشر

يعيش البعض في قمة سعادته، رغم قسوة الحياة، وزخم العمل وقلة المدخول، وضعف المادة؛ ولكن يعزي نفسه دائماً بالإحسان لغيره، ويعبئ نفسه من وقود الضمير والدين والقيم، ما يعجز الآخرون على فهمه، مهما حاولوا، فالولاء للوطن إحساس بالتكامل بين الفرد ووطنه. ولن تتفاجأ بسعي هؤلاء للإنجاز، ومثبطات الحياة تطوق بهم، ويعتبرون أنفسهم أكثر سعادة وحظاً، ممن يرونهم في محيطهم، والذين تكالبت عليهم المآسي، والأمراض والديون والمصائب؛ فهذا الصنف الأول، وهو صنف ملائكي يغتاظ منه غيره لنجاحه، ويأتي من الأصناف أشخاص تحتار بأوصافهم المتناقضة، التي جمعوها في خلطة لا إنسانية عجيبة، عكس الصنف الأول الذي ذكرناه. فمن دهاء الصنف الثاني؛ أنه لا يعمل أبداً، ويتذمر إذا ما تأخر الراتب، ويتكئ على غيره في إنجاز وظائفه وفروضه بمكر ودهاء، يوزع مهامه على من هم أقل منه درجة، ويتلون في طلب ذلك؛ حتى ينجح، والمثير للضحك أن مسؤوله يعرف ذلك، ويعرف أنه يتسرب من عمله، بحجة وقت الراحة أو الصلاة من وقت إلى آخر، لمدة تزيد على الساعتين، ولكن لا يعلم إلا الله تعالى سبب تغاضي المدير عن زلات موظفه هذا، ناهيك عن إجازاته التي لا تنتهي بأعذار مرضية واهية. والأدهى من هذا والأمرّ، عندما يأتي الصنف الثاني؛ فيشكك في إخلاص الصنف الأول بعمله، ويقيّمه بضعف أهدافه، وعندما يغيب بعذر طبي ليوم أو يومين؛ فهو يهيئ لمسؤوله أن هذا الموظف دائم الغياب، وضعيف الإنتاجية، فيجب أن لا يغيب؛ لأنهم تعودوا عليه ينجز عنهم ويسد غيابهم، ويؤدى المنوط بهم، وهم في راحة جسد وضمير. فمتى يكشف الغطاء عن هذه المهزلة؟ لم هذا التعتيم على هذه الفئة العابثة؟ كيف لا يُكرم أهل الضمير الملائكي؟ ويُكافأ أهل السوء ومدبري المكائد؟ أهي مشكلة أم نتيجة إغفال عين الرقابة عن هذه الأصناف؟ [email protected]