الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

يومٌ مشمسٌ ماطر

لطالما أجدنا الانتقال بما يثير اهتمامنا من خانة المثير إلى خانة الأهمية؛ مما ينتج عنه أحياناً أن تميل إحدى كفتي ميزان حكمنا شيئاً فشيئاً بمحاذاة ذلك الجانب حتى وإن عاكسنا تيارات منطقنا الخاص وما اعتدنا عليه. ويسبب ذلك الميلان اختلالاً في خطواتنا بشكل عام، وبناء على ذلك تتفاوت آثار أقدامنا على ذات الطريق بحيث توغل إحداها عميقاً في التربة بينما تكتفي الأخرى بملامسة سطحها بلطف. هنا تحول يجبر الحياة على أن تعيرنا انتباهها؛ فتدفع بنا نحو مفترق طرق الاتزان. وذلك بأن تُسلِّط الضوء على نقيض الميلان الذي اخترنا الاستسلام له. فيأتي اليوم «المشمس الماطر» جليّاً جداً للحد الذي يصعب معه ألا نلتفت إلى ما نحن عليه. ونميّز بمفردنا درجة الميلان التي بلغناها، لنبدأ بعد ذلك ــ ونحن موقنون بأن وقت التغيير قد حان ــ بالسير المعاكس نحو نقطة التوازن. لكن هل نقطة الاتزان الكامل هي ما يرضينا؟! أم أننا نميل للسير مراراً على الطريق الذي يربط بين الاتزان وعكسه؟! للحد من الطاقة المعنوية والذهنية والجسدية المهدرة هنا، نكون بأمس الحاجة لتثقيف طريقتنا الخاصة في اختيار ما يثير اهتمامنا كخطوة احترازية للتحكم في أقصى درجة ميلان قد نصل إليها في حال قررنا الانغماس بذلك الاهتمام. فمن المهم تعلّم كيف نشعر، وكيف نستجيب لذلك الشعور، وكيف نقرأ ما حولنا. وبإتقان ذلك نقصي عن وعينا الاهتمام بما يضعنا في خانة فقدان السيطرة على اتزاننا بشكل عام. وحتى وإن اخترنا الميلان فإننا لا نميل إلا نحو اتزاننا المطلق. فتكون السيطرة في كلا الحالتين بيدنا. هنا يمكننا أن نطور من آلية استجابتنا لما يثير اهتمامنا بحيث نظل حاضرين في المشهد منذ بدايته وصولاً لذروته. إذاً للمؤثر مفعولٌ بقوة معينة على الشخص الذي يتعرض له، وذلك يعتمد كلياً على استقبال ذلك المؤثر، والخضوع لكل الطاقة التي قد تنتج عنه في تفكيرنا. يقول مارتن لوثر كنج جونيور: «يجب أن نتقبّل محدودية خيبة الأمل؛ وألا نفقد أبداً الأمل بالمطلق».