الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حكمت المحكمة حضورياً

بعد أن انتهيت من قراءة كتاب يوري بار - جوزيف «الملاك»، الجاسوس المصري الذي أنقد إسرائيل، وجدت نفسي أشغل معظم وقتي في متابعة الأفلام الوثائقية السرية أو المتعلقة بالاغتيالات العربية والأجنبية، وقراءة سلسلة لا متناهية عن الجاسوسية، وكنت أشعر بالزخم الهائل وأنا أتعرف إلى جاسوسية النساء، ولا أكتفي بما يكتب عنهن، بل لا يمنع إذا ما كانت هناك أفلام وثائقية أو مسلسلات تلفزيونية تتحدث عن كيفية انخراطهن في شبكة الجاسوسية، في فترة ما من حياتي لم أكن أتوقف عن الأسئلة فيما يتعلق بمفهوم الجاسوسية، أسأل الصحافي والمذيع وقارئ الأخبار والموسيقي والفنان وحتى موظف البنك عن أي سؤال يطرق رأسي، كنت أريد أن أحظى بالمزيد من المعلومات، غير تلك المتداولة على شبكات ومواقع الإنترنت والمحطات الفضائية، لا أحب أن أفكر بمفردي، أحتاج دوماً إلى صدى يؤكد لي ما أفكر به، أو يناقشني في صلب الموضوع، أو حتى يحاول أن يغير مفهوم الفكرة، ليصل بي إلى محطة أخرى. في النهاية بدأت أبحث عن المشهد الرئيس الذي اعتدنا على مشاهدته في الأفلام المصرية تحديداً، قبيل تنفيذ إعدام الجاني، هناك دائماً شخص يقرأ الحكم بصوت عالٍ ومرتفع على الجاني بينما يُحيط عدد من الجنود والضباط وشيخ يلقن الشهادة وطبيب لكي يكتب تقرير الوفاة، وبدأت أبحث عن سبب قراءة الحكم أمام هذا العدد، ولماذا لا يتم الإعدام من دون قراءة الحكم مثلاً، فكان الجواب حتى يدرك الجاني عظم شأن ما قام به، وحتى لا يتأثر الموظفون الذين يقومون بإعدام هذه الفئة أو يتعاطفوا معهم، أي أن قراءة الحكم حتى يطمئن الجميع بأن ما قام به سلك القضاء، هو نابع من أفعال مشينة قام بها الجاني، ولم تقم المحكمة بالتجني أو إلصاق التهم الجنائية به، فالبعض من الممكن أن يشعر بالتعاطف، أو يتأثر من مشاهد الإعدام، وحتى يستمدوا القوة والشجاعة وأن الحكم جاء من خلال دراسة وافية، فكان لا بد من أن يكون هناك من يقرأ الحكم. وبعيداً عن الجاسوسية فقد قرأت أن هناك 16 دولة أيّدت مبدأ إلغاء الإعدام، وبداية من الأول من مايو 2009 ألغت 93 دولة الحكم، منها 10 دول ألغته مع إمكانية العمل به في ظروف معينة، إضافة إلى 36 دولة لم تعمل بهذا الحكم منذ عشرة أعوام. [email protected]