الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحوثيون .. الإخوان

يصر الحوثيون، بوهمهم، على أنهم يمتلكون حقاً يخولهم الولاية على الشعب اليمني، لذا، حسب معلومات مقربة نُشرت في صحيفة الشرق الأوسط، اختار عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة عمه عبدالكريم الحوثي، خلفاً له، كذلك منح ابن عمه محمد علي الحوثي بعض الصلاحيات للاسترضاء، وكذلك شقيقه الأصغر عبدالخالق الحوثي الغاضب من هذا الاختيار مُنح صلاحيات القائد الأعلى للمجلس العسكري للميليشيات الحوثية. أي أنهم قسموا اليمن كما تقسم التركة، في حال مقتل أو موت عبدالملك الحوثي! وهذا ليس بغريب، فهو نهج متبع عند هؤلاء في اليمن منذ زمن، إلى أن جبته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ليعود هذا النهج مع عبدالملك الحوثي، قبل أن يسبقهم إليه الإخوان المسلمون في اليمن الذين حاولوا بشتى الطرق أن يركبوا الموجة ويقلبوا الموازين، لكن قدر الإخوان، الذي يتجاهلونه دوماً، أنهم لن يحكموا أي بلد كان، لقد كانوا مجرد مطية يمتطيها الكل للوصول. هم في أفضل الحالات مثل الصخرة في جدول تحقق للعابر وسيلة الانتقال إلى الضفة التي يريد، ولولا وجودهم في اليمن ووساطة الحكومة القطرية ذات الهوى الإخواني في إنقاذ عدد من قيادات الحوثي أمام الحكومة اليمنية السابقة، لما اندثرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لتنهض ولاية الفقيه من قمقمها. دولة الإمارات العربية المتحدة طالبت مجلس الأمن بعمل حازم وصارم خارج عن أطر الوساطات الساذجة، وذلك لقطع الإمدادات والأسلحة القادمة من إيران إلى الحوثيين، ليتسنى لدول التحالف تحرير الحديدة، وتعود محادثات السلام، قبل أن تقع الفأس في الرأس، حينها سيتطلب ذلك من اليمنيين عقوداً تلو عقود لثورة جديدة. [email protected]