الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

منح السعادة للآخرين

دون شك، فإن السعادة مطلب وحاجة، ولأهميتها نسمع دائماً تنوعاً في تعريفها وتعدداً في الحديث عنها وحولها، وتكاد تكون هي الشغل الشاغل للناس في السراء والضراء، لكننا في غمرة التهافت والركض المحموم نحوها ونحو وهجها، ننسى أنه يمكننا التسبب في منح هذا الشعور للآخرين، لأن السعادة مشاعة، وهي ليست خاصة بفئة دون الأخرى، كما أنها ليست حكراً على أناس دون أناس. ولعل من أشد ما يبعث الذهول في مفهوم وممارسة السعادة، أنه يمكنك منحها والتسبب بها لأناس لا تعرفهم أو بعيدين عنك، لكنك بفعل بسيط متواضع، أو بسبب عطاء قليل، أو بسبب كلمة إشادة وامتنان أو نحوها من الممارسات الجميلة، قد تغمر مشاعر البهجة والسعادة القلب. وهذا يوضح لنا أنه يمكننا ونحن في غمرة غضبنا أو حزننا أو بؤسنا، أن نعطي ونمنح السعادة، ومن المؤكد أننا بمجرد أن نقوم بهذه الممارسة، فإن هذا الشعور السعيد سيرتد علينا وسيغمرنا؟ لا تقوم مشاعر البهجة على الأنا والأنانية، بل إن أكثر ما يبعثها وينشرها هو العطاء تجاه الآخرين، هي كالرائحة الزكية العطرة بمجرد أن تخرج من القنينة، فإنها تنتشر في الأرجاء ويشعر بها الجميع. لنمنح السعادة للآخرين دون تردد أو حسابات، لنكن عفويين محبين الخير للجميع، وستغمرنا المشاعر الجميلة، وينتشر في الروح الهدوء والطمأنينة.