السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أنا وليلى .. والشعر

حضرت منذ أيام أمسية أدبية في أحد الأندية الثقافية، وأصدقكم القول إنني خرجت منها منتشياً بعطر بستان فوّاح من كروم الأدب لامس شغاف الروح، وداعب أوتار الفؤاد، لاسيما مع القصائد الوجدانية التي أعادتني إلى خفقات القلب الأولى، وإلى ليلى، وما أدراكم ما ليلى وما خفقات القلب لأجلها. لكن أكثر ما استرعى انتباهي وكسر خاطري وخاطر الشعر معاً عدم حضور أيّ ليلى للأمسية، فجالت كلمات الشعراء العذبة في سماء القاعة تائهة واجمة تبحث دون جدوى عن وجه جميل تحط رحالها في وجناته الناعمة. وقبل أن تتخيلوا القاعة ذكورية مكتظة بنا نحن معشر الرجال، لا بد أن أصدقكم القول مرة أخرى، وأقرّ بأن عدد المقاعد الشاغرة فاق بكثير أخواتها المشغولة، وأن عدد الحضور بالكاد تجاوز عدد أصابع يدين اثنتين منهم ثلاثة مصورين وربما مثلهم من الصحافيين المكلفين بتغطية الأمسية. هل هو قصور في الإعلانات حرم المهتمّين من حضور نشاط أدبي راق كهذا؟ أم فراق بائن بين الناس والأدب، دفع حتى المتابعين إلى عدم المجازفة أو الاكتراث لحضور إلا أمسيات مضمونة لشعراء من مستوى وسمعة كبيرين. أيها السادة حيّ على الشعر وحيّ على الأدب، هي دعوة أنثرها على قلوب أمثالي ممن يخشون أن يغطي قلوبهم صدأ حياتنا المادية، وعجالتها التي لا ترحم، ولا تهبنا هنيهة من الزمن نمارس أثناءها إنسانيتنا، لنستعيد صفاء أرواحنا ونقاءها. أما أنت يا ليلى .. فكرمى لعيون الشعر عودي عن قرار هجرك أمسياتنا، عسى أن تدبّ الحياة في أوصال القصائد من جديد، لأن ابتسامة راضية من وجنتيك أو تصفيقة إعجاب من كفيك تلهم ألف قصيدة وتخلق ألف شاعر. [email protected]