بالدماء نرويكِ

لن نتحدث عن الألم والحزن فهذا أمر طبيعي يشعر به كل مواطن ومقيم ينتمي لهذه الدولة وقيادتها، شعورنا بالفخر في بلد يضم أمهات أنجبن أبطالاً يسطر التاريخ أمجادهم وبطولاتهم هو ما يجعلنا ننحني تقديراً وإجلالاً لهن. نبارك لأبطالنا هذه الشهادة، ونبارك لهذا الوطن أبناءه البواسل من القوات المسلحة الذين سطروا بدمائهم معاني الولاء والانتماء ورسموا قوة العلاقة بهذا التلاحم بين الشعب والقيادة. الجهود الإنسانية والسلمية لقواتنا المسلحة يشهد لها الجميع طوال السنوات الماضية في ظل قيادة تعشق السلام، فقد امتدت جهودها إلى أقاصي الأرض منذ فجر الاتحاد وكان للعرب النصيب الأكبر من هذا الاهتمام، وما المشاركة الإماراتية في قوات التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية لردع الحوثيين والانقلابيين إلا امتداد لهذه الجهود الإنسانية والرسالة القومية لنصرة المظلومين، الحرب لم يكن خياراً سهلاً ولكن كان أمراً مفروضاً ولم يكن أمام الإمارات إلا تلبية النداء وتقديم التضحيات والبطولات. الإمارات قدمت المساعدات المادية والإغاثية، وقدمت دماء أبنائها البواسل لمساندة قضية عادلة، ولا يمكن لقضية الحق أن تهزم، وها نحن نرى تباشير النصر جلية واضحة بعد أن أقسم التحالف العربي والإمارات على المضي في معركة الشرف حتى تحقيق الأهداف، وستكون دماء شهدائنا مشاعل تنير مستقبل اليمن ونهضته. سواء كان القطر العربي هذا أو ذاك محاذياً لحدود دولة الإمارات العربية المتحدة أو لا فإن القضية واحدة، فلا تزال كلمات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ماثلة عندما قال في حرب أكتوبر 1973 «إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي»، وها نحن اليوم نستكمل قصة الوفاء للأب زايد ولمؤسسي الاتحاد فهي معركة الوجود ومعركة أجيال قادمة عليها أن ترث العزة والكرامة. [email protected]