2015-12-22
من طرق مواجهة التطرف تشكيل لجان متخصصة تعمل على تعزيز الوسطية والاعتدال في مختلف شرائح المجتمع، وتقوم أيضاً هذه اللجان بعقد المؤتمرات والندوات والحوارات في نقد جماعات التطرف والغلو والإرهاب وحصر شبهاتهم وتفنيدها، فربات البيوت يحتجن لندوات خاصة لتذكيرهن بأن الوسطية والاعتدال وترك الغلو والتفريط هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا وجدت من ابنها مثلاً ميلاً للغلو انتبهت مباشرة.
وأشيد هنا بمحاضرة نظمتها مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم لربات البيوت والأمهات بعنوان: «كيف نحمي أبناءنا من التطرف» .. وبمحاضرة أخرى نظمتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بعنوان: «حق الوطن» .. فمن خلال هذه المحاضرات والندوات لربات البيوت والأمهات يتم بيان خطورة التطرف والإرهاب على أولادنا الذكور والإناث.
فإذا أردنا محاربة التطرف علينا أن نبين للناس بالأدلة الشرعية الوجه القبيح للغلو في الدين، وأن الأفكار الإرهابية تخالف هدي النبي عليه الصلاة والسلام، ومن المهام المناطة بهذه اللجان المتخصصة تفنيد شبه المتطرفين ونقضها وهدمها من أساسها، فيتم عرض الشبهة والرد عليها من وجوه كثيرة ليتضح للجميع أن التطرف لا يقوم إلا على جهل بالشرع، وأن الدين بريء منه.
والمطلوب في هذه الندوات والمؤتمرات أن تنزل لمستوى الشباب وتفكيرهم، ومن أجمل الأمثلة على مثل هذه الندوات والدورات دورةٌ علمية لمدة ثلاثة أيام نظمتها دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة في مدينة كلباء، قدم فيها عالم جليل يدرس في المسجد النبوي الشريف مادة علمية قيمة في دحض شبه المتطرفين، وميزة الدورة أنها أقيمت في مسجد يرتاده الناس فاستفاد من الدورة مجموعة كبيرة من الرجال والنساء.
ولابد من الحذر الشديد في تشكيل هذه اللجان من أشخاص يحسنون التقلب والتغيير، فللأسف الشديد لما رأى بعض الغلاة توجه الحكومات لمحاربة الإرهاب سهل عليهم أن يبدلوا جلودهم، فخرج هؤلاء الغلاة المعروفون في وسائل الإعلام للتحذير من التطرف والغلو .. مع أن تغريداتهم ومواقفهم السابقة واضحة جداً في الثناء على أئمة الغلو والتكفير والتفجير .. فالحذر الحذر من هؤلاء.
[email protected]