الشباب .. رهان الوطن

إيمان القيادة بقدرات الشباب وإمكانياتهم ليس بالأمر الغريب، إنما يعكس الصورة العملية والثقة الكبيرة بهذه الفئة المهمة من المجتمع، كان هذا الاهتمام واضحاً منذ 44 عاماً، ولا ننسى مقولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما أبدى ثقته الكبيرة بالشباب «إنني أؤمن بالشباب ولا بد أن يتولى المسؤولية الشباب المثقف من أبناء البلاد، فالشباب لا ينقصه الحماس، وما دام متحمساً ومؤمناً بوطنه فإنه قادر على استيعاب كل جديد». اليوم، تتجدد هذه الثقة بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي أطلقها أمام أكثر من 5.5 مليون متابع في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ليثبت للجميع أن لدينا شباباً استثنائيين متطلعين لخدمة الوطن، ويؤكد أننا في دولة شابة قامت على الشباب ووصلت إلى المراكز الأولى بسواعدهم، وهم سر قوتها والكنز الذي تدخره للأيام المقبلة. مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مفعمة بالطاقة الإيجابية، وأماني الشباب الإماراتي لآفاق المستقبل، ومن دون شك فالأمر لن يتوقف عند وزير واحد فقط، وهذه إشارة البداية لحقائب وزارية شابة مقبلة ستفرض نفسها ورؤيتها وتتخذ دورها في صناعة القرار، إيماناً بمشاركتها الحيوية ومساهمتها الضرورية، واعترافاً بقدراتها على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة. جاءت المبادرة لتؤكد أن تأهيل الشباب لقيادة مستقبل الإمارات ليس عبر الدراسة فحسب، بل بوضعهم في صلب صنع القرار أيضاً، وهذه ثقة بمؤسسات التعليم العالي في الدولة ونزاهتها، ودعوة مفتوحة للمؤسسات التعليمية كلها للارتقاء بعملها وصقل الإمكانيات والمهارات في تأهيل كوادر قيادية شابة. جامعاتنا جديرة بهذه الأمانة والمسؤولية الوطنية، فقد تبوأت مكانة مرموقة على مستوى العالم وفق أعلى المعايير الدولية، وهي ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة التي تسعى إلى بناء الإنسان الواعي المتسلح بالعلم والثقافة، القادر على صناعة المستقبل. [email protected]