الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات ملهمة العالم

حقاً .. أصبحت الإمارات ملهمة العالم، إذ قدّمت رسائل مهمة عبر القمة العالمية للحكومات، تمثلت في أنموذج التفاعل البنّاء بين القيادة والشعب. هكذا هي الإمارات التي جعلت من القمة تجربة ملهمة وجديرة بالتطبيق على مستوى دولي، فاليوم يكمن نجاح الحكومات في قدرتها على الإصغاء إلى شعبها لتتمكن من مواجهة المستقبل بخطوات ثابتة ومستقرة، وأيضاً في قدرتها على التحوّل إلى منصة متكاملة للتنمية المستدامة يكون مواطنوها نواة صناعة المستقبل. التغييرات الهيكلية الشاملة للحكومة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في افتتاح القمة أمام أكثر من عشرة ملايين متابع في موقع التواصل الاجتماعي تويتر والتي أعلن تفاصيلها في ختام القمة، نموذج مبهر قدمته قيادة الإمارات للعالم، وكأن الإمارات تقود تغيير العالم بهذه الرؤى والقرارات الجريئة مثل استحداث منصب وزير دولة للسعادة ووزير دولة للتسامح ووزير دولة للشباب تقودها فتاة ذات 22 ربيعاً. اللافت أن متوسط أعمار الوزراء الجدد 38 عاماً، وهو مؤشر مهم لحكومة تصنع المستقبل بمعايير التنمية البشرية والسعادة المستدامة، واللافت أيضاً تبوؤ النساء المناصب الوزارية المستحدثة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حكمة الرؤية واهتمامها بالإنسان أولاً وثانياً وثالثاً. استشراف المستقبل لم يكن مجرد شعار للقمة العالمية للحكومات التي عقدت على مدى ثلاثة أيام في دبي وحظيت بمشاركة 125 دولة وحضور أكثر من ثلاثة آلاف شخص، فالرؤية الحكيمة لقيادة الدولة أثبتت أمام العالم أن معنى الاستشراف يكمن في تقديم مقترحات وحلول وخطط وبرامج استراتيجية تخدم التنمية ورفاهية الشعوب. من الطبيعي جداً أن يهتم كل إماراتي بما يصدر من قرارات في القمة العالمية للحكومات، ومن الطبيعي أيضاً أن نكون مواطنين معنيين بآليات التنفيذ وانعكاسه على الواقع الخدمي والمستقبل. لم يكن الحضور الكبير للمتحدثين هو الحدث بعينه، بل اهتمام ضيوف القمة البالغ بهذه التغييرات وبإعادة هيكلة الحكومة بهذه الشفافية التي أُعلن عنها، وكأن الشأن الإماراتي أصبح شأناً عالمياً بامتياز. اليوم .. تسجل الإمارات انتصاراً جديداً للمرأة والتسامح والسعادة، إذ جعلت من الابتكار الفاصل بين مفهوم الحكومات التقليدية وحكومات الحاضر والمستقبل، فالإمارات حوّلت القمة العالمية للحكومات إلى قرارات تضج بالحياة، هكذا هي الإمارات، وطن امتزجت في إنسانه وترابه وتاريخه قيم الأصالة ومكونات التسامح والسعادة، في زمن بات حلم الإنسان فيه الهرب من شبح الحروب. [email protected]