الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شهادة أزهرية للمرأة الإماراتية

لم تفاجئني شهادة شيخ الأزهر بنجاح المرأة الإماراتية عربياً وعالمياً عندما التقيته في جاكرتا أخيراً؛ ففي رحلته إلى إندونيسيا أثناء الأيام الماضية، استوقف الإمام شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب نموذج الفتاة الإماراتية، مبدياً إعجابه بالنشاط والإقدام والاندفاع للعمل الذي تحرص عليه المرأة الإماراتية داخل الدولة وخارجها. في الحقيقة، انتابني نوع من الحرج لبرهة من الزمن، لكنني في الوقت ذاته، لم أستطع إخفاء معالم الفخر في تقاسيم وجهي، كما لم أستطع الهروب من ارتباكي عندما أردف «أنت نموذج للفتاة الإماراتية الناجحة». هذا ما حدث فعلاً. شهادة رئيس مجلس حكماء المسلمين ذات مضامين ودلالات عميقة، ليست لأنها موجهة لفتاة إماراتية بعينها، إنما لكونها تحمل قيمة مضافة اجتماعياً ودينياً وإنسانياً للمرأة الإماراتية عموماً، علاوة على أنها صادرة من رئيس مجلس حكماء المسلمين، وعندما أقول حكماء المسلمين فللكلمة معنى ودلالة أعمق وأكبر. بالفعل، لقد أثبتت المرأة الإماراتية جدارة واضحة في تولي المهام الموكلة إليها ضمن مختلف المواقع، فهي الوزيرة، والقاضية، والمهندسة، والإعلامية، وكابتن طيار، والطبيبة، وسيدة الأعمال، والأهم أمثولة في التمكين وتطوير المجتمع. وعندما ينطق رجل كبير مثل شيخ الأزهر بهذه الشهادة، فإنه يستند إلى حقائق مفادها أن المرأة الإماراتية نشأت في وطن يتدثر بالتنمية والسعادة والتسامح، فالإمارات باتت نموذجاً يحتذى في الاهتمام بطاقة فئات مهمة في المجتمع والمتمثلة في فئة المرأة التي حظيت بالتمكين واهتمام الدولة مع التأكيد على أهمية دورها في تطوير المجتمعات، في الوقت الذي ظلمت فيه المرأة الشرقية كثيراً في مجتمعاتنا العربية ولفترة طويلة. وأعتقد أن تعطيل المرأة أثر سلباً، ولو مكنت المرأة من القيام بدورها كاملاً تستطيع أن تدفع بالجماعة للإمام دائماً. إذاً، لم تأت شهادة شيخ الأزهر من فراغ، فالمرأة الإماراتية ركن رئيس يمسك بناصية التنمية، كما تعبر كلماته عن مكنون جوهره الثقة بقدرة المرأة الإماراتية على المحافظة على المكتسبات ومواصلة مسيرة تنموية نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار. والأهم من ذلك أنها شهادة حق في دولة لا تدخر جهداً في تهيئة البيئة الداعمة للمرأة وتوفير المقومات كافة التي تمكنها من الاضطلاع بدورها المهم في الوطن إلى جوار الرجل، لكونهما شريكين في تحقيق إنجازاته وترسيخ أسس رفعته وتقدمه، فالإمارات في يقين رئيس مجلس حكماء المسلمين، توفر للإنسان العدل والمساواة والقوة والثقافة النظيفة، وسيبقى النموذج الإماراتي مبعث فخر واعتزاز للأمتين العربية والإسلامية.