الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حماية العقول

نحن نسمو بالوطن.. والوطن يسمو فينا.. ليس من قبيل الشعارات، بل بالانتماء الاجتماعي والأخلاقي والثقافي له ولنا. هذه طبيعة ابن الإمارات الانتمائية، فهو طاقة محركة نحو التطور والنجاح، ونشر الفكر الإيجابي والعمران الإنساني والفكري والحضاري ما استطاعت يده الوصول في هذه الرقعة الكونية.. كل ذلك جميل، لكنه يفرز سؤالاً غاية في الأهمية مفاده: كيف يقع شبابنا في براثن الظلامية وتخترق مشاعر الانتماء فيهم؟ السؤال كبير جداً وربما لا تسعه هذه الرقعة الكلامية لإيفائه الإجابة الوافية، لكنه يبقى موضوع الساعة، فجميعنا يتذكر أو لم ينس أن المحكمة الإتحادية العليا حكمت منذ أشهر قليلة حضورياً وغيابياً على شباب وفتيات بأحكام قضائية ومعاقبتهم بما أسند إليهم من اتهامات فمنهم من اتهم بالانضمام لصفوف الجماعات الإرهابية ومنهم من سعى لذلك ومنهم من أنشأ وأدار حسابات إلكترونية للترويج لأفكارها الضالة. ما الذي قاد هؤلاء في هذه السن لتلك الملوثات العقلية، وما السبيل لاحتواء وحماية العقول وغرس القيم السامية و تحصينهم؟ دعونا نسترجع قصة الفتى الإماراتي (جابر) الذي حكم عليه في مايو الماضي بالسجن خمس سنوات لالتحاقه بتنظيم داعش والمشاركة في الأعمال القتالية في الأراضي السورية وهو يبلغ من العمر حينها 16 عاما. غرر بالفتى من خلال خاله الذي أوهمه عبر مواقع التواصل الإجتماعي - بحسب أقوال الدفاع بأن تنظيم داعش ينصر المستضعفين ويساعد المحتاجين، وتلقى العديد من الرسائل التي أصابته بـ(غسيل مخ) إلى أن وصل إلى قناعة تامة بضرورة الالتحاق بالتنظيم في صيف يوليو 2014. فتى في عمر الزهور لايزال طالباً على مقعد الدراسة أضاع أحلامه لوهم اسمه الإرهاب وكانت النتيجة العقوبة بين جدران السجون. التربية السليمة في المنزل والمدرسة أساسية، ولكن الدور لا يقتصر عليهم فقط إنما هناك جهات مسؤولة عليها تبني هذه الفئة ولا بد أن تقوم بدورها التوعوي وتحصن الطلبة ضد الأفكار المتطرفة، وفترة العطلة الصيفية لطلبة المدارس مناسبة لاحتواء هذه الفئة وتعزيز المفاهيم الصحيحة، فهي الفترة الأصعب لفئة يسهل التغرير بها واستدراجها، وتعتبر هدفاً خصبا لجماعات الضلال والغدر التي تسعى للانقلاب على المفاهيم الصحيحة والاستقطاب نحو الأفكار الهدامة. لست هنا لنسج حكاية في حب الوطن، فالوطن غالٍ بأبنائه ولا يقدر بثمن.. والانتماء لا يحتاج إلى حرفية في الصياغة للتعبير عنه.. هي حالة عنوانها ابن الإمارات الذي أحدث ولا يزال يحدث دهشة كونية في حبه وانتمائه وسموه بالوطن. [email protected]