الثلاثاء - 21 يناير 2025
الثلاثاء - 21 يناير 2025

صلاح الأفضل للمرة الثانية في إنجلترا

أضاف الهداف المصري لنادي ليفربول محمد صلاح جائزة رابطة الصحافيين الكرويين لأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، إلى الجائزة التي منحته إياه رابطة اللاعبين المحترفين الشهر الماضي، ليكافأ بأفضل طريقة على أدائه اللافت في أول مواسمه مع «الحمر». وتفوق المصري البالغ (25 عاماً) في التصويت الذي شارك فيه حوالى 400 صحافي متخصص بكرة القدم، بفارق ضئيل يعتقد أنه لا يتعدى 20 صوتاً، على نجم وسط مانشستر سيتي البلجيكي كيفن دي بروين، بينما حل هداف توتنهام هاري كاين ثالثاً بفارق كبير. وجمع صلاح ودي بروين الذي أسهم في قيادة سيتي إلى لقب الدوري الممتاز هذا الموسم، أكثر من 90 بالمئة من الأصوات في ما بينهما. وأصبح صلاح المتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017، أول لاعب أفريقي ينال جائزة رابطة الصحافيين الكرويين منذ انطلاقها عام 1948، وذلك في ظل ما يقدمه مع ليفربول، حيث يقف على بعد هدف من أن يصبح أفضل هداف في الدوري الممتاز خلال موسم من 38 مباراة. ويتصدر صلاح ترتيب هدافي الدوري مع 31 هدفاً، ويتشارك الرقم القياسي للأهداف في موسم من 38 مباراة، مع الأوروغوياني لويس سواريز (2013-2014 مع ليفربول) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (2007-2008 مع مانشستر يونايتد) وألن شيرر (1995-1996) مع بلاكبيرن روفرز. وسجل صلاح 43 هدفاً في مختلف المسابقات، وأسهم في بلوغ فريقه الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، حيث تقدم ذهاباً على روما الإيطالي 5-2، قبل مباراة الإياب الأربعاء. تحطيم الأرقام القياسية حطم النجم الدولي المصري عدداً من الأرقام القياسية هذا الموسم، فبعد تسجيله هدفين في مرمى فريقه السابق روما الأسبوع الماضي، بات حامل الرقم القياسي لدى «الحمر» في عدد المباريات التي سجل فيها خلال موسم واحد في مختلف المسابقات (33 مباراة، مقابل 32 للويلزي إيان راش في موسم 1983-1984). كما بات أول لاعب يسجل هدفاً على الأقل لليفربول في 23 مباراة في موسم واحد في الدوري الإنجليزي. وبات صلاح أفضل هداف أفريقي خلال موسم واحد في الدوري الانجليزي، متفوقاً على العاجي ديدييه دروغبا (29 هدفاً مع تشيلسي في موسم 2009-2010). وفي المباراتين المتبقيتين لليفربول في الدوري المحلي هذا الموسم، سيكون صلاح أمام فرصة أن يصبح أفضل هداف خلال موسم واحد في تاريخ الدوري الممتاز بكل صيغه، إذ يبتعد بثلاثة أهداف عن الرقم القياسي لأندي كول (1993-1994) وألن شيرر (1994-1995)، وحقق اللاعبان رقميهما عندما كان الموسم يتضمن 42 مباراة. واقترب صلاح كذلك من رقم راش كأفضل هداف لليفربول في موسم واحد في مختلف المسابقات (47 هدفاً). رمز القوة الناعمة أصبح المصري محمد صلاح، بالتوازي مع أدائه اللافت مع ناديه ليفربول الانجليزي، محط أنظار في بلاده حيث يحاول الكل الاستفادة من لاعب كرة قدم شاب بات وجهاً دولياً لامعاً. في القاهرة، لا تخفي السلطات رغبتها في الاستفادة من نجوميته. وعلى رغم حرص اللاعب على الابتعاد عن السياسة، لم يتردد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد في وصفه بأنه «رمز القوة الناعمة لمصر». أتى تصريح المسؤول المصري عبر «تويتر»، بعد الأداء المبهر لصلاح في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي ضد ناديه السابق روما، حين سجل هدفين ومرر كرتين حاسمتين، ليقود «الحمر» إلى الفوز 5-2، واكتساب أفضلية كبيرة لبلوغ المباراة النهائية، قبل مباراة الإياب في العاصمة الإيطالية اليوم. وجه دولي يؤكد مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس باسكال بونيفاس «عندما يتمكن رياضي بهذا المستوى من أن يخترق الجدار الإعلامي ويصبح وجهاً دولياً، فإن هذا ينعكس بالضرورة (...) على بلده الأصلي». واكتسب صلاح، ابن قرية نجريج بدلتا النيل، شهرة كبيرة منذ وصوله إلى إنجلترا الصيف الماضي، مقبلاً من روما في صفقة وصلت قيمتها إلى 42 مليون يورو، إضافة إلى ثمانية ملايين من الحوافز والمكافآت. وبرز صلاح بشكل لافت، إذ يتصدر ترتيب هدافي الدوري الانجليزي، واختير أفضل لاعب فيه هذا الموسم بحسب تصويت اللاعبين. ودفع أداؤه بالعديد من المعلقين إلى الحديث عن أنه بات منافساً جدياً هذا الموسم على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، والتي يهيمن عليها الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو منذ عشرة أعوام. وأتى تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي، بعد أشهر من اختياره في يناير الماضي كأفضل لاعب أفريقي لعام 2017. وإضافة إلى أدائه على صعيد الأندية، أسهم صلاح بشكل أساسي في تأهل المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وذلك للمرة الأولى منذ 28 عاماً. حضور لافت في مصر، يحضر صلاح في كل مناحي حياة المصريين اليومية: لافتات دعائية ضخمة، شاشات التلفزيون، والصفحات الأولى للصحف... وحيداً أو إلى جوار زملائه، بات صلاح وجهاً إعلانياً للمشروبات الغازية، لأحد المصارف، أو لإحدى شركات الاتصالات الخليوية. ويساند صلاح حملة وزارة التضامن الاجتماعي لمكافحة المخدرات بعنوان «انت أقوى من المخدرات»، ويظهر في فيديو تبثه محطات التلفزيون المحلية لتحذير الشباب من هذه الآفة. وبحسب الوزارة، أدى فيديو صلاح إلى زيادة كبيرة في عدد المكالمات للجهاز المسؤول على المساعدة على الإقلاع عن المخدرات. رمز أم كلثوم وبحسب الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية جمال عبد الجواد، فإن محاولة تحويل نجم كبير إلى رمز للقوة الناعمة ليس جديداً في مصر. وتبقى «كوكب الشرق» أم كلثوم «أكبر رمز لقوة مصر الناعمة» بعد أربعة عقود على رحيلها، بحسب عبد الجواد الذي يرى أنه قبل كرة القدم «كان الفن هو المجال الأساسي للقوة الناعمة المصرية». ولكن بسبب الرهانات الكبيرة على نجم ليفربول، فإن شهرته يمكن أن تؤدي كذلك إلى خلافات، ومنها الأزمة التي نشبت في الأيام الماضية مع الاتحاد المصري لكرة القدم على خلفية سوء استخدام حقوق الصورة العائدة له. وتعد إحدى أبرز نقاط الخلاف، استخدام صورة صلاح على الطائرة العائدة للمنتخب، وإلى جوارها العلامة التجارية لشركة الاتصالات «وي» الراعية للمنتخب، وهي شركة منافسة لـ «فودافون» الراعي الشخصي لصلاح. وبعدما خرج صلاح عن صمته الأحد في القضية، واعتبر أن ما يحصل يمثل «إهانة كبيرة جداً» له، بدا أن الأزمة سلكت طريق الحل بحسب تأكيد مسؤولين مصريين، واللاعب لم يفته أن يشكر المشجعين الذين جعلوا من وسم «#ادعم_محمد_صلاح» الأكثر انتشاراً عالمياً على «تويتر» الأحد.