2018-05-07
على الرغم من الأحداث المتسارعة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (البريميرليغ) الموسم الجاري، والتي تراوحت بين وداع مدربين كبار، وهبوط أندية، ودخول أسطورة التدريب ومانشستر يونايتد في المسابقة الإنجليزية العريقة السير أليكس فيرغسون إلى المستشفى، فإن مانشستر سيتي ظل على الدوام في صدارة أخبار البطولة، بفضل إنجازاته الفريدة الموسم الجاري.
وبداية من سلسلة انتصارات طويلة على جميع أندية البطولة، ومروراً بالتتويج المبكر باللقب، وختاماً باستلامه درع البريميرليغ أمس الأول، لم يغب السيتي عن الواجهة الإنجليزية والعالمية على حد سواء، ليصبح بذلك أحد أبرز الأندية العالمية، في وقت ينتظر فيه الجميع إبهاراً وبطولات عدة في المواسم المقبلة.
واحتفل السيتي أمس الأول بلقب البريميرليغ على ملعبه، بعد تعادله سلباً مع هيدرسفيلد تاون ضمن الجولة الـ 37 من البطولة، مضيفاً اللقب الخامس له في البطولة إلى خزائنه، قبل أن يتفرغ إلى المعركة الخاصة في الموسم الجاري، والمتمثلة في تحطيم الأرقام القياسية كافة في المسابقة الإنجليزية العريقة.
وعادل السماوي الرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات في الدوري الممتاز (30 فوزاً) متساوياً مع تشيلسي، ويتوقع أن يحطمه، في مباراتيه المتبقيتين في المنافسة أمام كل من برايتون (مؤجلة من الأسبوع الـ 31)، وساثهامبتون.
وتطمح كتيبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا في الجولتين المقبلتين إلى تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم تشيلسي نفسه، لأكبر عدد نقاط يحصدها فريق في موسم واحد، والبالغة 95 نقطة حققها البلوز في موسم 2004 ـ 2005، إذ يملك السيتي حالياً 94 نقطة جمعها من 36 مباراة حتى الآن.
وإلى جانب عدد النقاط، يتطلع السماوي إلى تحطيم الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في موسم واحد والبالغة 103 (سجلها تشيلسي في موسم 2009 ـ 2010)، حيث يتصدر السيتي حالياً الأندية الأكثر تهديفاً في البريميرليغ برصيد 102 هدف.
ومن واقع المستوى الفني الحالي للكتيبة السماوية، وأيضاً الروح المعنوية العالية التي تسودها، يتوقع السيتي أن يفتح تاريخ البريميرليغ بقوة، محطماً جميع الأرقام المستحيلة.
نبوغ
لا يختلف اثنان في ردّ الموسم الاستثنائي للسماوي حالياً إلى عبقرية المدرب بيب غوارديولا، الذي نجح بفضل فلسفته في إخراج أفضل ما لدى نجومه، وهو ما انعكس على نتائج الفريق الذي جمع لقبين هذا الموسم (كأس الرابطة والبريميرليغ).
وبحسب الكثير من النقاد، فإن فلسفة المدرب الإسباني لم تنحصر في تتويج السيتي بألقاب الموسم الجاري فقط، وإنما ركز استراتيجيته على محورين، هما الفوز بالألقاب، إضافة إلى خلق توليفة من الشباب قادرة على الفوز بأكثر من لقب محلي وقاري في المواسم القليلة المقبلة.
ويبدو أن غوارديولا حقق نجاحاً منقطع النظير في المحورين، حيث التتويج بالبريميرليغ (القياسي)، وأيضاً خلق تشكيلتين مزيجتين من الشباب والخبرة، قادرتين على الفوز في أي مباراة.
ترشيح
على الرغم من التواضع الذي يشتهر به غواريدولا، فإنه لم يخف سعادته وفخره بالموسم الجاري له مع السيتي، رافعاً راية التحدي مبكراً في وجه الأندية الإنجليزية الموسم المقبل.
وأكد غوارديولا (47 عاماً) عقب مباراة فريقه أمام هيدرسفيلد «أثبتنا حقاً مدى قوتنا لمواجهة الظروف كافة، أعتقد أن السيتي مؤهل للاحتفاظ بلقب البريميرليغ الموسم المقبل».
وأضاف «هذا لا يعني أن المنافسين سيكونون أكثر سهولة، في تقديري ستكون هنالك الكثير من التحديات، لكن في المقابل يمكنني القول إننا جاهزون لكل تلك التحديات».
شهادة
لم يكن مستوى السماوي في الموسم الجاري مقنعاً لغوارديولا فقط، وإنما أجبر أغلبية المحللين في إنجلترا على التغني به، وتنصيبه المرشح الأبرز لاكتساح البريميرليغ مجدداً في الموسم الجديد.
وظل سلاحا الشباب وقوة التوليفة الحالية رهان أولئك المحللين، إضافة إلى الصفقات المرتقبة للسيتي، والمتمثلة في كل من نجم شاختار دونيتسك الأوكراني فريد، ومدافع أياكس أمستردام الصاعد بقوة الصاروخ ماتياس دي ليغت، الذي أكدت تقارير أمس اقترابه من السيتي مقابل 50 مليون إسترليني، ليكون خليفة كومباني.
وإلى جانب المحللين، رشح مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو السيتي لاعتلاء قمة البريميرليغ مجدداً في الموسم المقبل، مشيراً إلى التشابه بين الكتيبة الحالية للسماوي، وبين تشيلسي الذي حطم الأرقام القياسية تحت قيادته 2004.
وأوضح المدرب البرتغالي «بالطبع سنسعى بقوة للتتويج بالبريميرليغ الموسم المقبل، لكن يجب أن نتفق على أن التشكيلة الحالية للمنافس مانشستر سيتي هي الأفضل وستظل، عندما تكتسح البطولة بهذه الانتصارات الرائعة، تكون بلا شك أبرز المرشحين للفوز بالألقاب الموسم المقبل».
وأضاف «حصل الأمر معي في 2004، فالفوز بالدوري بهذا القدر من النقاط، يجعل لديك قابلية أكبر لتكرار الإنجاز مجدداً».