2018-05-07
لويس روخو - برشلونة
أنهى برشلونة الموسم فائزاً ببطولتي الليغا وكأس الملك، وهو بلا شك إنجاز كبير بالنسبة للنادي الكاتالوني، ومع ذلك، يتفق الجميع على أن هناك الكثير من الثقوب في النسيج الكروي للفريق، وعليه إجراء الكثير من التعديلات من أجل تدعيم التشكيلة إعداداً للموسم الجديد.
وما زال صدى الهزيمة القاسية على يد روما الإيطالي في دوري أبطال أوروبا يدوي في أروقة النادي، وهي هزيمة مؤلمة بالنسبة للاعبي وجمهور النادي على حد سواء، كانت هفوة بمثابة درس شديد القسوة.
من تلك النقطة، يبدأ التفكير في المستقبل، وعلى البارسا اتخاذ الكثير من القرارات المهمة، والفوز بالثنائية يجب ألا يخفي الحاجة الماسة إلى التحسين وترقيع الثقوب في الثوب الكروي.
كذلك ظهر واضحاً للعيان اعتماد برشلونة الكامل في الموسم الجاري على نجمه الأرجنتيني ميسي. وفي الوقت الذي يعتبر البعض أنه أمر طبيعي، كونه أفضل لاعب في العالم، يعتبر البعض الآخر أن المغالاة في الاعتماد على البرغوث لها أثارها السلبية. والواقع يقول إنه متى ما غاب ميسي أو قل عطاؤه، يتدهور حال ونتائج تشكيلة البارسا، وهو ما حدث في لقاء الرد أمام روما الإيطالي، عندما افتقر ميسي إلى النشاط والحيوية، فخرج الفريق من ربع نهائي البطولة المرموقة.
مرشحون للمغادرة
ثلاثة لاعبين مرشحون للرحيل في ميركاتو النجوم المقبل، وهم أندريه غوميز، أليكسيس فيدال وباكو ألكاسير.
لم ينتهز غوميز الفرص الكثيرة التي أتاحها له المدرب فالفيردي، وأداؤه المتواضع في الموسمين الماضيين يعني أن برشلونة ينوي بيع لاعب الوسط البرتغالي.
وهناك لاعب آخر يبدو في الطريق للخروج هو باكو ألكاسير، وعلى الرغم من قلة مشاركاته أساسياً، قدم عطاء لا بأس به، فإنه عاش في ظل ميسي وسواريز، ومع احتمال انضمام المهاجم الفرنسي غريزمان، تقل حظوظه في مواصلة ارتداء قميص البلاوغرانا، وعليه البحث عن فريق آخر.
وفي كل مرة يبدأ فيها ميركاتو النجوم، يبدو أليكسيس فيدال مرشحاً للرحيل، وما زالت تلك الأخبار حتى الآن مجرد شائعات.
لكن الأمور تبدو مختلفة هذه المرة، حيث أبدى اللاعب نفسه رغبته في الرحيل بعد أن غاب طويلاً عن المشاركة.
نجوم للمستقبل
استثمر برشلونة 300 مليون يورو لضم اثنين من النجوم يمثلان مستقبل النادي، فيليب كوتينيو وعثمان ديمبيلي.
فيما يتعلق بالبرازيلي كوتينيو، الصفقة الكبرى في تاريخ النادي، يبدو أنه يتأقلم جيداً مع التشكيلة، وفي الأشهر الأربعة التي أمضاها في صفوف النادي، أظهر معدنه الأصيل، وعلى الرغم من عدم انصهاره بالكامل، أظهر صانع الألعاب أنه يتمتع بالموهبة والخبرة في إحراز الأهداف والكفاءة في إهداء التمريرات الحاسمة لزملائه.
أما ديمبيلي فهو قصة مختلفة، إذ فشل حتى الآن في التأقلم والانصهار مع التشكيلة، إما لأنه لم يشارك مع الفريق في المرحلة الإعدادية التي سبقت انطلاق الموسم، أو بسبب الإصابات التي أبعدته طويلاً عن المشاركة بعد انضمامه.
صحيح أن الفرنسي الشاب قدم لمحات من إبداعاته، لكن ما زال ينقصه الكثير على المستوى التكتيكي، سواء عند أداء واجباته الهجومية أو الدفاعية.
غريزمان وأرثر
بعد التواضع في أداء ديمبيلي، ربما يستهدف برشلونة التعاقد مع الفرنسي الآخر أنطوان غريزمان، هداف أتلتيكو مدريد،
وجرت بالفعل المفاوضات في هذا الاتجاه، وأبدى النادي الكاتالوني رغبته في إكمال الصفقة سريعاً، وأعلن رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو استعداده لدفع مبلغ الشرط الجزائي في عقد غريزمان، البالغ 100 مليون يورو.
ومتى ما انضم غريزمان إلى تشكيلة البلاوغرانا، فمن المتوقع أن يتحول خط هجومه إلى كابوس يقض مضجع الخصوم.
وسيتكون الخط المرعب في هذه الحالة من لويس سواريز، غريزمان، وديمبيلي بقيادة البرغوث الأرجنتيني ميسي.
من جانب آخر، سيكون السليساو البرازيلي كوتينيو جاهزاً لتولي المهمة بديلاً للمهاجر إلى الصين أندرياس إنييستا بعد رحيله نهاية الموسم الجاري.
في سياق متصل، من المرجح انضمام سليساو برازيلي آخر هو أرثر ميلو، الذي قطع البارسا شوطاً كبيراً من أجل التعاقد معه، ومن المتوقع أن يرتدي قميصه في الصيف أو الشتاء على أكثر تقدير.
أومتيتي والدفاع
السؤال الذي يتردد، هل يتعاقد النادي مع المزيد من اللاعبين؟
لا يبدو أن في نية البارسا التعاقد مع المزيد من اللاعبين، لكن ظروف الميركاتو ربما تؤدي إلى الحصول على توقيع لاعبين جدد.
بالنسبة للمدافع صمويل أومتيتي، يبدو أن مستقبله مع النادي تشوبه الكثير من الشوائب، إذ يرغب النادي في تجديد عقده، لكن اللاعب يطالب بالمزيد من الأموال.
وإذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بهذا الشأن ورحل أومتيتي، فالنادي مجبر في هذه الحالة على التعاقد مع مدافع بديل.
بالمقابل، فإن الشرط الجزائي في عقد أومتيتي البالغ 60 مليون يورو ربما يضفي بعض الأمان للنادي الكاتالوني.
ويبرز اسما كليمنت لينغلي وماتياس دو ليت على طاولة البدلاء حالياً، وإن كان العملاق الكاتالوني واثق بالوصول إلى اتفاق مع أومتيتي.
بخلاف ذلك، ليس من المتوقع إجراء تعاقدات جديدة لعدم توافر المال اللازم على العكس، ربما يركن النادي لبيع عدد من لاعبيه الحاليين، مع ترفيع لاعبه الشاب كارلوس ألينا إلى تشكيلة الكبار.
إعارة ياري مينا
قصة أخرى ما زالت معلقة، وهي مستقبل ياري مينا، ويبقى احتمال إعارته إلى نادٍ آخر وارداً، وإن كان مينا أبدى رغبته في البقاء ومواصلة المشوار مع البارسا.
يبقى أن ننتظر ونتابع مدى التقدم في مستواه في ما تبقى من الموسم، وفي الفترة الإعدادية للموسم الجديد.
الخلاصة أن التعاقد مع الكولومبي أثار الكثير من الشكوك لدى جماهير النادي، خصوصاً أن فالفيردي لم يشركه كثيراً منذ وصوله شتاء.
السوبرستار ميسي
لم تتضاءل أهميته أبداً منذ مشاركته الأولى، وآخر لقب حققه الفريق قبل أيام، وهو بطولة الليغا الإسبانية، وكان من الصعب أن يرفع البارسا اللقب بدون مساهمة فتى مدينة روزاريو الأرجنتينية، وحامل لقب البيشيشي هداف الدوري الأول.
واللقب يعني كذلك أن ميسي يقف على بعد لقب واحد من الرقم القياسي باسم لاعب الفريق السابق «تيلمو زارا» بواقع خمسة ألقاب دوري.
ولا يشكك أحد في أن ميسي تولى الدور الذي لعبه نيمار بعد رحيله، فهو يحرز الأهداف، ويساعد لويس سواريز في الخروج من حالة الجفاف التي ضربته فصام عن التهديف لفترة طويلة، وهوالذي جعل من جوردي ألبا اللاعب القادر على التمريرات الحاسمة، تماماً كانه النسخة الفضلى من السليساو الراحل نيمار.
استفاد برشلونة الموسم الجاري من أفضل ما لدى ميسي، وشهد ملعب واندا متروبوليتانا قطعة من التاريخ، عندما حطم ميسي (30 عاماً) رقماً قياسياً ظل صامداً 68 عاماً في نهائي كأس الملك بعد أن أحرز هدفاً في خمس نهائيات من كأس الملك، كما أن هدفه في مرمى إشبيلية في نهائي الكأس كان رقم 32 في 34 مباراة.
شائعة جوردي كرويف
على الرغم من إقراره بوجود مفاوضات في الأعوام القليلة الماضية من أجل انضمامه إلى النادي الكاتالوني، عاد جوردي كرويف ليصف المحادثات بأنها مجرد شائعة.
وكان المدرب البالغ من العمر 44 عاماً أعلن رحيله من ناديه في نهاية الموسم، وأكد عدم وجود أي مفاوضات مع البلاوغرانا بشأن إنضمامه إلى الجهاز التدريبي للفريق، مضيفاً، «دارت هذه الشائعة في الأشهر القليلة الماضية، صحيح أننا في الأعوام المنصرمة أجرينا مفاوضات حول انضمامي للبارسا لكن لم نتوصل إلى نتيجة إيجابية».
وأضاف ابن أسطورة برشلونة، الهولندي الطائر يوهان كرويف، في حوار أجرته معه قناة (سكاي سبورتس) «سنرى ما سيحدث لأنه النادي الأقرب إلى قلبي، لكن يجب أن يكون التوقيت صحيحاً، تلقيت عروضاً للتدريب في إنجلترا. البريميرليغ جذاب دائماً لكل مدرب لكن لبرشلونة مكانة خاصة في قلبي».