الثلاثاء - 21 يناير 2025
الثلاثاء - 21 يناير 2025

علاقات غوارديولا المتينة بطاقم العمل في النادي سر تفوق السيتي 2018

مارتن بلاكبيرن ـ مانشستر لا يتردد الكثيرون في ردّ التطور الفني الكبير في مستوى مانشستر سيتي الإنجليزي الموسم الجاري إلى المدرب الإسباني بيب غوارديولا، والذي أحدث ثورة شاملة نجح عبرها السيتي في إحراز لقبين الموسم الجاري، في وقت يرشح فيه السماوي للتتويج بالمزيد من الألقاب الكبيرة في المواسم المقبلة. من جهة أخرى، لم يتوقف تأثير الفيلسوف غوارديولا عند المستطيل الأخضر وغرف الملابس مع نجوم فريقه، وإنما امتد إلى جميع التفاصيل المحيطة بفريق الكرة داخل قلعة الاتحاد، وعلى رأسها العاملين في النادي الطامح إلى أن يصبح الأكبر عالمياً. وأوضح المدير التنفيذي للعمليات في مانشستر سيتي عمر بيرادا أن سعي الإسباني الدائم إلى أن يكون الأفضل يدفعه للاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لكل ما يدور حول الفريق «أعرف غوارديولا منذ العام 2008 عندما كان في برشلونة، حيث كنت أعمل مشرفاً على المعاملات التجارية في النادي ذاته إلى جانب المدير الرياضي الحالي للسيتي تشيكي بيغريستين، أي إنني أعرفه منذ عشرة أعوام». وأردف «حبه للعمل ينعكس مباشرة على أداء اللاعبين داخل الملعب، أذكر في إحدى جولات كأس الرابطة الإنجليزية كان من المقرر أن نلعب في كارديف فأصر غوارديولا على الذهاب بنفسه لاستكشاف أرضية الملعب قبل المباراة، على الرغم من كم المساعدين المختصين بمثل هذه الأمور في النادي». وزاد «تصرفات الإسباني تؤكد أخذه لكل شيء على محمل الجد تماماً، بل إنه يعطي العمل الوقت الكافي، ما يمنح فريقه الأفضلية في الفوز بدليل تسيّد الفريق الساحة الإنجليزية الموسم الجاري بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ومن قبله كأس الرابطة». تواضع ربما كتب كثير من المحليين عن العبقرية التكتيكية التي يمتلكها بيب غوارديولا والطريقة المميزة التي تلعب بها جميع الفرق التي يعمل معها، بيد أن احتفاظه بتواضعه وأسلوبه الفريد في التواصل مع اللاعبين والعاملين حوله يظل أحد أهم سرار نجاحه. ويؤمن الإسباني بأن النجاح لا يعتمد على جودة اللاعبين أو الجهاز الفني فقط، بل يتأتى نتيجة العمل الجماعي، وهو ما يفسر رغبته في التواصل مع الجميع كما تجلى في احتفال النادي بأعياد الميلاد، عندما طلب أن تكون الاحتفالات بشكل جماعي بحسب عمر بيرادا «اتصل بي بيب وأكد رغبته في أن يضم الاحتفال جميع العاملين في النادي بدون استثناء، سواء في مجال كرة القدم أو غيره». وتابع «أخبرته بأن هناك أعداد كبيرة من العاملين والموظفين بعضهم لا يرى اللاعبين مطلقاً، فأجاب نريد أن نكون معاً بدون أي تفرقة، إنه احتفال ويجب أن يكون كذلك». وأضاف «ذلك الحفل ضم أكثر من 600 شخص في مكان واحد، حيث بقي عدد كبير من اللاعبين حتى ساعة من متأخرة، وكذلك فعل غوارديولا وكانت النتيجة شعور الجميع بترابط عميق مع الفريق». كاريزما يتذكر نجم وهداف مانشستر سيتي في الستينات مايك سمربي كيف أبهر غوارديولا العاملين بالكاريزما والحضور القوي في أول ظهور له على ملعب الاتحاد «وصل في سيارة أجرة سوداء، حينها كنا نشعر وكأننا سنقابل المغني العالمي فرانك سيناترا للمرة الأولى». وأضاف «كان الجميع في حالة رهبة منه، كيف لا بعد كل ما حققه من إنجازات مع أكبر الأندية في العالم، وحتى الأشخاص الذين عمل معهم أمثال ليونيل ميسي ويوهان كرويف، لكن الأمر الذي أصابنا بالدهشة أنه بدا لطيفاً للغاية ومتواضعاً، وأظهر ذلك منذ الوهلة الأولى». وأردف «أكثر ما أحبتته فيه حفظه السريع لأسماء كل من يعمل داخل النادي، وأعني الجميع فعلاً، وهذا ما أشاع نوعاً من الثقة والراحة داخل المبنى، أعتقد أن غوارديولا جلب لنا أشياء لم نعهدها من قبل». وزاد «إنه لشرف لي أن أشاهد الفريق بهذا المستوى، فتلك الطريقة التي يتحكمون فيها بالكرة تجعلني أرغب في اللعب مجدداً ولو من على المدرجات، حيث تجدني أتفاعل مع كل لقطة، آمل أن يبقى في مانشستر طالما بقيت على قيد الحياة». ثقة إذا كان البعض يتحدث عن قدرات غوارديولا من خانة المراقب من على المدرجات، فإن نجم الفريق كايل والكر يعتقد أن تأثير الإسباني فيه بصفة شخصية أكثر من أي شخص آخر، وعبر موسم واحد فقط منذ انضمامه إلى الفريق صيف 2017 قادماً من توتنهام في صفقة قدرت بـ 50 مليون جنيه إسترليني. ويرى والكر أن رغبة غوارديولا الدائمة في الفوز تجعله يهتم بكل لاعب بمفرده، حيث يضع نفسه في خانة الصديق قبل أن يكون مدرباً «أنا في الـ 28 من عمري، وفي هذه السن تشعر بأنك شخص راشد وترغب في إجراء محادثة بسيطة مع رئيسك في العمل، وهذا ما يتيحه غوارديولا، فيمكنك أن تطرق بابه، وتحصل على قهوة وتستعرض وجهة نظرك بكل هدوء». دقة وصف لي جاكسون مسؤول الملاعب في النادي منذ 27 عاماً ملاحظات غوارديولا الدقيقة، والتي تشمل حتى طريقة قص العشب ومستوى أرضية الملعب، بأحد أسرار تفوق الإسباني «كنا نقطع الحشائش كالعادة على مستوى 23 ملم، لكن منذ وصول غوارديولا طالب في اليوم التالي مباشرة بألا يكون أعلى من 21 ملم، وهو مستوى قصير جداً بالنسبة للكثير من الملاعب التي يصل فيها الارتفاع إلى 32 ملم كما في ملعب ستوك سيتي». وزاد «يرغب دوماً في أن تكون الأعشاب مغمورة بالمياه، حتى أنه يتحقق من الأمر بين الشوطين، كما أنه يرغب في نقل التجربة إلى أكاديمية الناشئين، في رأيي، تلك الدقة تعتبر أحد الأسباب التي تأخذ النادي لمستوى أكثر عالمية».