2018-12-04
أثار المدير الفني لمانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو، الكثير من علامات الاستفهام أخيراً، وهو يتهم لاعبي فريقه، خصوصاً الشبان منهم، أمثال لوك شو، أنتوني مارسيال، ماركوس راشفورد وجيسي لينغارد بالافتقار إلى النضج على المستوى الشخصي، بل وصف الرباعي بالأطفال المدللين على حد تعبيره، في إشارة إلى فشلهم في تقديم أي حلول للفريق الذي يعاني على مستوى النتائج في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفتح تصريح مورينيو المثير للجدل باب المقارنة بين طبيعة لاعبي الجيل الحالي في الدوري الإنجليزي بصفة عامة ومانشستر يونايتد على وجه التحديد، وما كان عليه الأمر قبل عشرة أعوام فقط، من حيث الاستعداد البدني والنفسي، في ظل التطورات الهائلة التي تشهدها كرة القدم الإنجليزية.
وعانى اللاعبون الصغار صعوبة اقتحام التشكيلة أو الفريق الأول في عدد من الفرق الإنجليزية عموماً، لجهة عدم رغبة الأجهزة الفنية في المغامرة في بطولة تعد الأقوى في العالم، وعلى الجانب المقابل، فإن الذين نجحوا في ذلك مثل فرانك لامبارد، ريو فرديناند ومايكل أوين كانوا أكثر استعداداً.
ولعل من الصعب رؤية لاعب في سن الـ 18 من عمره يستطيع تقديم المستوى ذاته الذي قدمه أبناء جيل لامبارد عندما كانوا في مثل سنه، وربما وحده ماركوس راشفورد الذي يمكن مقارنته بأولئك العمالقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.دافع
صحيح أن القاعدة لا تخلو من بعض الاستثناءات، لكن من الواضح أن مورينيو يملك وجهة نظر منطقية في هذا الجانب، مع الانحرافات التي تصيب اللاعبين الشبان غالباً، ما يجعل البعض يتساءل حول الدوافع الحقيقية التي تحرك أي لاعب في مثل هذه السن.
وتختلف دافعية كل لاعب عن الآخر، سواء أكانت رغبة في كسب المزيد من المال أم الشهرة أو المكانة الاجتماعية، وإلا فكيف يمكن تفسير نشر بعضهم لمقاطع فيديو أو صور بحسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد دخوله إلى غرفة الملابس، وقد يكون فريقه مهزوماً قبل دقائق معدودة.
ومن المؤكد أن هؤلاء الشباب يحتاجون للاستماع إلى نصائح شخص مثل نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي السابق ريو فرديناند، الذي عرف جيداً ضريبة الوصول إلى القمة، إذ لم يكن يسمح لنفسه حتى بحمل هاتفه داخل غرف الملابس، خصوصاً في وجود السير أليكس فرغسون، على عكس ما هو الحال عليه الآن، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي بمنزلة إدمان حقيقي لكل اللاعبين.
ولا يمكن وصف التعامل مع التكنولوجيا ووسائل التواصل المختلفة بالأمر السيئ، لكن ربما كانت المعضلة الأساسية في الكيفية التي يتعامل بها اللاعبون الصغار مقارنة بأقرانهم قبل عشر سنوات فقط.تحدٍّ
لا جدال في أن المجتمع ذاته تغيّر كثيراً، وهو ما يدعم وجهة النظر القائلة إن نظام الأكاديميات في الأندية المحترفة لا يمنح الأطفال العزيمة والتصميم مثل الذين مارسوا كرة القدم في الشوارع، بدليل الفوارق الواضحة مع لاعبي أمريكا الجنوبية مثل لويس سواريز، سيرجيو أغويرو ودييغو كوستا، الذين خاضوا معارك ضارية على كل المستويات، وتعلموا اللعب في الشوارع، ولذلك تجد أن تلك الثقافة متأصلة فيهم.
وعلى الجانب الآخر، نشأ العديد من اللاعبين الإنجليز في بيئة منعزلة نوعاً ما، حيث حاول الجميع حمايتهم من أي تحديات ثقيلة قد تواجههم، كما وفرت لهم جميع الإمكانات حتى قبل سن الـ 12 يجب علينا أن نفهم اختلاف الثقافة الآن.
ويصعب تغير الكثير من المفاهيم عندما يجد لاعبون في مثل هذه السن كل شيء أمامهم على طبق من ذهب، بل لا يمكن معرفة عدد الذين يمكنهم تحمل الضغوطات المستمرة بالنسبة إلى نجوم يحصل بعضهم على 25 ألف جنيه استرليني في الأسبوع في سن دون الـ 18.ثقة
لعل الأمر الأكثر صعوبة هو تطوير العقلية لتكون أكثر صرامة، فلن يصبح راشفورد مثل روني، عندما كان في الـ 21 من عمره، لأنهما عاشا حياتين مختلفتين تماماً، لذلك فمن المهم جداً إيجاد وسيلة للتواصل بين المدرب واللاعبين، وهو ما يشدد عليه ريو فرديناند.
ويبيّن المدافع الإنجليزي السابق «لقد أحببت دائماً التحدث مباشرة إلى المدرب، ولكن بالنسبة للاعبين الشباب والذين قد لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه الأشياء، وعليه فوجود شخص مرّ بكل هذا من قبل مفيد للغاية».
وأضاف «إذا كنت تحترم مواهبهم، فإن ذلك يمنحهم الثقة للتعبير عن أنفسهم، ومجرد محاولة التحدث إلى اللاعبين الأصغر سناً بالطريقة ذاتها التي تتعامل بها مع الكبار، وستلاحظ بسرعة في أعينهم علامات الرضا بالاحترام الذي منحتهم إياه».فرصة
تؤثر كل تلك العوامل في شخصية اللاعبين، لكن في الوقت ذاته لا يمكن وصف ردة فعل جوزيه مورينيو بالموفقة عند سؤاله عن غياب راشفورد المتواصل، وبغض النظر عن أخطاء اللاعب، فمن المؤكد أن تصرف البرتغالي كان سيختلف لو أن الحديث يدور حول روميلو لوكاكو أو أي لاعب كبير آخر.
وكثيراً ما تعرّض البرتغالي للنقد من واقع عدم ثقته باللاعبين الشباب حتى يثبتوا عكس ذلك على أرضية الملعب، ولعل محبي الشياطين الحمر يأملون ألا يتأثر راشفورد بعدم رضا مورينيو، وأن يحاول استثمار الأمر للحصول على فرصة أخرى لتأكيد أحقيته بارتداء شعار المان يونايتد.
وفتح تصريح مورينيو المثير للجدل باب المقارنة بين طبيعة لاعبي الجيل الحالي في الدوري الإنجليزي بصفة عامة ومانشستر يونايتد على وجه التحديد، وما كان عليه الأمر قبل عشرة أعوام فقط، من حيث الاستعداد البدني والنفسي، في ظل التطورات الهائلة التي تشهدها كرة القدم الإنجليزية.
وعانى اللاعبون الصغار صعوبة اقتحام التشكيلة أو الفريق الأول في عدد من الفرق الإنجليزية عموماً، لجهة عدم رغبة الأجهزة الفنية في المغامرة في بطولة تعد الأقوى في العالم، وعلى الجانب المقابل، فإن الذين نجحوا في ذلك مثل فرانك لامبارد، ريو فرديناند ومايكل أوين كانوا أكثر استعداداً.
ولعل من الصعب رؤية لاعب في سن الـ 18 من عمره يستطيع تقديم المستوى ذاته الذي قدمه أبناء جيل لامبارد عندما كانوا في مثل سنه، وربما وحده ماركوس راشفورد الذي يمكن مقارنته بأولئك العمالقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.دافع
صحيح أن القاعدة لا تخلو من بعض الاستثناءات، لكن من الواضح أن مورينيو يملك وجهة نظر منطقية في هذا الجانب، مع الانحرافات التي تصيب اللاعبين الشبان غالباً، ما يجعل البعض يتساءل حول الدوافع الحقيقية التي تحرك أي لاعب في مثل هذه السن.
وتختلف دافعية كل لاعب عن الآخر، سواء أكانت رغبة في كسب المزيد من المال أم الشهرة أو المكانة الاجتماعية، وإلا فكيف يمكن تفسير نشر بعضهم لمقاطع فيديو أو صور بحسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد دخوله إلى غرفة الملابس، وقد يكون فريقه مهزوماً قبل دقائق معدودة.
ومن المؤكد أن هؤلاء الشباب يحتاجون للاستماع إلى نصائح شخص مثل نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي السابق ريو فرديناند، الذي عرف جيداً ضريبة الوصول إلى القمة، إذ لم يكن يسمح لنفسه حتى بحمل هاتفه داخل غرف الملابس، خصوصاً في وجود السير أليكس فرغسون، على عكس ما هو الحال عليه الآن، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي بمنزلة إدمان حقيقي لكل اللاعبين.
ولا يمكن وصف التعامل مع التكنولوجيا ووسائل التواصل المختلفة بالأمر السيئ، لكن ربما كانت المعضلة الأساسية في الكيفية التي يتعامل بها اللاعبون الصغار مقارنة بأقرانهم قبل عشر سنوات فقط.تحدٍّ
لا جدال في أن المجتمع ذاته تغيّر كثيراً، وهو ما يدعم وجهة النظر القائلة إن نظام الأكاديميات في الأندية المحترفة لا يمنح الأطفال العزيمة والتصميم مثل الذين مارسوا كرة القدم في الشوارع، بدليل الفوارق الواضحة مع لاعبي أمريكا الجنوبية مثل لويس سواريز، سيرجيو أغويرو ودييغو كوستا، الذين خاضوا معارك ضارية على كل المستويات، وتعلموا اللعب في الشوارع، ولذلك تجد أن تلك الثقافة متأصلة فيهم.
وعلى الجانب الآخر، نشأ العديد من اللاعبين الإنجليز في بيئة منعزلة نوعاً ما، حيث حاول الجميع حمايتهم من أي تحديات ثقيلة قد تواجههم، كما وفرت لهم جميع الإمكانات حتى قبل سن الـ 12 يجب علينا أن نفهم اختلاف الثقافة الآن.
ويصعب تغير الكثير من المفاهيم عندما يجد لاعبون في مثل هذه السن كل شيء أمامهم على طبق من ذهب، بل لا يمكن معرفة عدد الذين يمكنهم تحمل الضغوطات المستمرة بالنسبة إلى نجوم يحصل بعضهم على 25 ألف جنيه استرليني في الأسبوع في سن دون الـ 18.ثقة
لعل الأمر الأكثر صعوبة هو تطوير العقلية لتكون أكثر صرامة، فلن يصبح راشفورد مثل روني، عندما كان في الـ 21 من عمره، لأنهما عاشا حياتين مختلفتين تماماً، لذلك فمن المهم جداً إيجاد وسيلة للتواصل بين المدرب واللاعبين، وهو ما يشدد عليه ريو فرديناند.
ويبيّن المدافع الإنجليزي السابق «لقد أحببت دائماً التحدث مباشرة إلى المدرب، ولكن بالنسبة للاعبين الشباب والذين قد لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه الأشياء، وعليه فوجود شخص مرّ بكل هذا من قبل مفيد للغاية».
وأضاف «إذا كنت تحترم مواهبهم، فإن ذلك يمنحهم الثقة للتعبير عن أنفسهم، ومجرد محاولة التحدث إلى اللاعبين الأصغر سناً بالطريقة ذاتها التي تتعامل بها مع الكبار، وستلاحظ بسرعة في أعينهم علامات الرضا بالاحترام الذي منحتهم إياه».فرصة
تؤثر كل تلك العوامل في شخصية اللاعبين، لكن في الوقت ذاته لا يمكن وصف ردة فعل جوزيه مورينيو بالموفقة عند سؤاله عن غياب راشفورد المتواصل، وبغض النظر عن أخطاء اللاعب، فمن المؤكد أن تصرف البرتغالي كان سيختلف لو أن الحديث يدور حول روميلو لوكاكو أو أي لاعب كبير آخر.
وكثيراً ما تعرّض البرتغالي للنقد من واقع عدم ثقته باللاعبين الشباب حتى يثبتوا عكس ذلك على أرضية الملعب، ولعل محبي الشياطين الحمر يأملون ألا يتأثر راشفورد بعدم رضا مورينيو، وأن يحاول استثمار الأمر للحصول على فرصة أخرى لتأكيد أحقيته بارتداء شعار المان يونايتد.