الجمعة - 13 سبتمبر 2024
الجمعة - 13 سبتمبر 2024

الريال يراهن على صحوة 2019 والجماهير ســـــــــــلاح البارسا في نصف نهائي كأس الملك

فاجأت قرعة الدور نصف النهائي في بطولة كأس ملك إسبانيا التي أجريت الجمعة الماضية الجميع عندما أسفرت عن كلاسيكو ناري بين ريال مدريد وبرشلونة في قمة غير متوقعة على الأقل في هذا الدور من المسابقة.

وستكون أنظار العالم موجهة غداً صوب ملعب كامب نو معقل برشلونة لمتابعة كلاسيكو الأرض ضمن نصف نهائي كأس الملك، والتي سيسعى عبرها الطرفان إلى تحقيق فوز مريح في جولة الإياب التي تقام في الـ 27 من هذا الشهر في سانتياغو برنابيو مدريد.

وخلط كلاسيكو الغد أوراق الفريقين، إذ سيجعلهما يلتقيان ثلاث مرات في غضون شهر واحد، ليخوضان مباراتي الذهاب والإياب في هذه الكأس، وبعدها بثلاثة أيام مباراة الإياب في الدوري الإسباني (الليغا).


ويتوقع أن ينعكس ذلك على مباراة الغد، إذ ينتظر أن تكون مقاربة مدربي الريال والبارسا مختلفة للمواجهة، خصوصاً في ظل ضغط الروزنامة الحالي بعد تزامن الكلاسيكو مع مواجهتي الفريقين في دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل.


ويمكن أن يؤدي ذلك إلى معايشة الجماهير لكلاسيكو مختلف عن سابقاته، أي بمعنى مقاربات تكتيكية جديدة، وخيارات من الصف الثاني، على الرغم من أن ذلك لا يبدو مهماً في نظر البعض، إذ دائماً ما تكتسي مواجهتا البارسا والريال بطابع تنافسي خاص بغض النظر عن الظروف التي تلعب فيها.

وللوقوف أكثر على أجواء الكلاكسيو المثير غداً، تحاول المساحة التالية قراءة أوراق الفريقين قبل المواجهة المرتقبة.

البلاوغرانا الأكثر استقراراً

يدخل الريال والبارسا إلى مواجهة الغد بحظوظ متباينة، غير أن الرغبة في خطف النقاط الثلاث تبدو متساوية، ليبقى التشويق والإثارة سيدي الموقف بامتياز.

ويراهن البارسا على رصيد زاخر من النتائج الإيجابية في جميع المنافسات منذ انطلاقة الموسم الجاري، وهو ما انعكس على حالة من الاستقرار الفني التي تعيشها كتيبة المدرب إرنستو فالفيردي، على الرغم من تعادله 2 ـ 2 أمام فالنسيا في الجولة الماضية من الليغا.

وسعى إشبيلية بقوة إلى زعزعة ذلك الاستقرار عندما أسقط البارسا بثنائية في ذهاب ربع نهائي كأس الملك، قبل أن يحول النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أحلام الفريق الأندلسي إلى كوابيس، إذ لعب دور البطل في إسقاط إشبيلية بسداسية مقابل هدف في الإياب الأربعاء الماضي على ملعب كامب قبل أن يتأهل إلى نصف النهائي لمواجهة الريال.

وإلى جانب ذلك، سيكون الجمهور السلاح الأمضى لبرشلونة في كلاسيكو الغد، الذي يُلعب في كامب نو، على الرغم من خوض المواجهة في منتصف الأسبوع في إسبانيا، وهو أمر لم تألفه كثيراً في المباريات السابقة ضمن الكلاسيكو.

من جهته، بدأ الريال الموسم الجاري ببطء، واهتزت ثقة جماهيره كثيراً بعد العديد من الهزائم التي تلقاها في حقبة المدرب السابق جوليان لوبيتيغي، والتي كانت أبرزها أمام برشلونة تحديداً بخماسية مقابل هدف ضمن الليغا، وهي الهزيمة التي أطاحت برأس لوبيتيغي.

ومنذ تعيين المدرب الأرجنتيني الحالي سانتياغو سولاري خلفاً للوبيتيغي المقال، بدأ الريال في العودة إلى النتائج الإيجابية، والتي بدأت بتتويجه بلقب كأس العلم للأندية في أبوظبي ديسمبر الماضي.

ومنذ بداية العالم الجاري، بدأ الريال في استعادة مستواه الحقيقي، إذ حقق خمسة انتصارات متتالية أخيراً، قبل أن يعلن أكثر من نجم عن عودتهم إلى التألق بشكل كامل، وعلى رأسهم الفرنسي كريم بنزيمة، لوكا مودريتش، توني كروس ورافاييل فاران.

وستكون هذه الصحوة التي حدثت للفريق مع بداية 2019، رهان الريال الأبرز في مواجهة الغد.

إشكالية سولاري وفالفيردي

سيكون مدربا الفريقين إرنسيتو فالفيردي ونظيره في الريال سانتياغو سولاري أمام خيارين أحلاهما مرّ في كلاسيكو الغد، ويتعلق ذلك باختيار التشكيلة، إذ يمكن أن يفتح عليهم إراحة نجوم أساسيين نيران الانتقادات في حال الهزيمة، كما يمكن أن يكلفهم الدفع بالتشكيلة الأساسية خسارة أبرز اللاعبين، خصوصاً إذا ما وضعنا في الاعتبار إثارة المباراة والقوة البدنية التي يتوقع أن يؤدي بها كل فريق من أجل الظفر بالنقاط.

وعلى الرغم من توقعات صحف إسبانية بإمكانية إشراك فالفيردي وسولاري للتشكيلة الأساسية في مواجهة الغد، فإنه لا يبدو أن هنالك شيئاً مؤكداً، فباستثناء الحارسين كيلور نافاس ومارك أندريه تير شتيغن (الخيار الوحيد أمام فالفيردي بعد إصابة سيلسين) يمكن أن تحدث أي مفاجأة في تشكيلة كل من الفريقين، هذا على الرغم من الجزم (نسبياً) بإشراك المدربين كل من كريم بنزيمة وميسي أساسيين حتى وإن شهدت التشكيلتان بعض التغييرات، إذ يمثل ميسي طوق نجاة فالفيردي في الوقت الراهن.

الفار في الواجهة

على الرغم من كون استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) لن يكون جديداً في لقاء الغد، فإنه ربما يتصدر الأنباء بعد المباراة، مثلما يحدث الآن، والسبب هو السخط الملكي الكبير على التقنية الحديثة.

ويرى الريال، بحسب صحيفة ماركا، أن (الفار) وُظّف ضده بشكل مفضوح خلال مباراته أمام ريال سوسيداد في السادس من الشهر الماضي، عندما سقط على أرضه بهدفين نظيفين، وهي الهزيمة التي أرجعتها الصحف المقربة من الريال إلى انحياز التقنية ضد الملكي.

التاريخ بجانب الريال

تشير الإحصاءات إلى أن التاريخ الحديث يقف إلى جانب الريال ضد برشلونة، إذ إنه ومنذ 2011 كسب الريال لقبين كان منافسه عليهما المباشر برشلونة.

والمقصود هنا نهائي كأس الملك في 2013 ـ 2014، والذي فاز به الريال بهدفين مقابل هدف على ملعب المستايا، أحدهما هدف غاريث بيل الشهير، والنهائي الثاني هو نهائي كأس السوبر الإسباني في 2017، والذي توج به المرينغي بنتيجة 5 ـ 1 من مباراتي الذهاب والإياب، وعلى الرغم من كون لقاء الغد ليس على النهائي، لكنه ينظر إليه على مدى واسع بأن من يفوز به سيتوج حتماً باللقب.

في انتظار ملك جديد

سيكون كلاسيكو الغد هو الثاني الذي سيلعب بدون الثنائية التاريخية في الفريقين كريستيانو رونالدو وميسي، لذلك ستكون الأنظار موجهة عن إمكانية تشكل ثنائية جديدة للكلاسيكو في السنوات المقبلة.

وهنا، تتحول الأنظار إلى نجم الريال الصاعد بسرعة الصاروخ فينسيسو جونيور، والمتألق بقوة مع فريقه هذه الأيام، وأيضاً إلى البرازيليين مالكوم وفيليب كوتينيو اللذين يتوقع أن يكون أحدهما نجم البارسا وبديل ميسي.