الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تذبذب الأداء والنتائج يقلقان بايرن ميونيخ .. والـــــــــــــــــجماهير تطالب بالتخلص من «العواجيز»

تذبذب الأداء والنتائج يقلقان بايرن ميونيخ .. والـــــــــــــــــجماهير تطالب بالتخلص من «العواجيز»
على الرغم من التحسن التدريجي واستعادة بايرن ميونيخ نغمة الانتصارات في الدوري الألماني (البودسليغا) أمام شالكة 3 ـ 1 السبت الماضي، واستعادته المركز الثاني خلف بروسيا دورتموند، فإن القلق لا يزال سيد الموقف في ملعب أليانز أرينا معقل الفريق البافاري.

ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى التذبذب ومرحلة عدم الاستقرار التي يعيشها بايرن ومدربه نيكو كوفاتش حالياً، والتي برهن عليها فعلياً سقوطه المدوي وغير المبرر بنتيجة 3 - 1 أمام باير ليفركوزن ضمن مباريات الجولة الـ 20 من مباريات البوندسليغا.

تلك الهزيمة جعلت جميع أنصار بايرن يشعرون بوجود خلل ما يعطل عملاق الكرة الألمانية من الظهور بقوته المعتادة، ويفتح باب التساؤلات حول ما سيقدمه في بقية الموسم.


وتعد مباراة ليفركوزن، التي شهدت تقدم الفريق بالهدف الأول قبل أن يفقد زمام المباراة في شوطها الثاني، هي خامس مباراة في الموسم الجاري يفرط فيها البايرن في النقاط بعد التقدم، لتظهر بوضوح مشكلة غياب تماسك الأداء الدفاعي، وهي ظاهرة مقلقة لم تُعرف من قبل في أداء الفريق الملقب بـ «البافاري».


ويتعرض المدرب نيكو كوفاتش لانتقادات لاذعة ومستمرة تتلاقى مجملها.

في افتقاره إلى المرونة التكتيكية التي يحتاج إليها بايرن ميونيخ في أعلى مستوياتها، ومعرفته بحاجة الفريق إلى الاستقرار في الأداء الدفاعي دون تمكنه من الوصول إلى ذلك.

وفيما يتعلق بهذا الأمر تحديداً، قال المدرب الكرواتي سابقاً «في مقدمة الهجوم يتمتع فريقنا بجودة الأداء، لكن جميعنا يعلم بأن الدوري يُحسم بتماسك خط الدفاع»، وهو ما دفع منتقدين لوصفه بمن يفتقر إلى الحلول مع وضوح المشاكل التي يعاني منها الفريق.

ولا تقتصر معاناة المدرب على الاهتزاز في خط الدفاع، إذ يمر عدد من نجوم الفريق الكبار بفترة من تراجع الأداء والابتعاد عن التألق الذي عُرف عنهم في المواسم الأخيرة، وهو ما دفع ديدي هامان، لاعب الوسط السابق في النادي البافاراي لتوجيه انتقاداته نحو مهاجم الفريق ليفاندوفيسكي عقب الظهور المخيّب في المباراة أمام باير ليفركوزن، بحجة أن النجم «أصبح مشكلة لبايرن».

واعتبر هامان أن مهاجم المنتخب الدولي الألماني أُصيب بتشتيت التركيز بعد تكرار الحديث حول إمكانية انتقاله إلى ريال مدريد ورغبته في تحقيق مثل هذه الخطوة، منوهاً بأن النجم يفتقد الآن نوعية الأداء التي مكنته من جذب اهتمام أندية مثل العملاق الإسباني.

ضعف الميزانية

ربما حاول مدرب البايرن دعم نجوم الخبرة بلاعبين شباب من خلال الدخول في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، غير أن النادي لم يفلح في الوصول إلى أهدافه في نافذة انتقالات يناير ببقاء لوكاس هيرنانديز مع ناديه أتلتيكو مدريد واستمرار بنجامان بافار مع شتوتغارت حتى نهاية الموسم الجاري قبل انضمامه للبايرن في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.

وبفعل ذلك كله، وجد المدرب نفسه مضطراً للعودة إلى الوجوه الشابة التي يمتلكها الفريق وانتظار أن يكمل أمثال ألفونسو ديفيز فترة التأقلم والانسجام مع مشاركات الفريق الأول، والاكتفاء بخيارات محدودة مع رحيل المهاجم ساندرو فاغنر إلى الصين نهاية الشهر الماضي.

ويرى مراقبون أن ضعف الميزانية التي رصدتها إدارة النادي الألماني للدخول في سوق الانتقالات الشتوية تسبب بحرمان الفريق من التمتع بإضافات يمكن أن تنهي حالة تراجع المستوى، ليمضي الفريق إلى إكمال النصف الثاني من الموسم معتمداً على سعي المدرب للخروج بأفضل ما لدى المجموعة الحالية من اللاعبين.

كما ترك النادي مستقبل لاعبه جيمس رودريغيز المعار من ريال مدريد بدون حسم، ليبقى من غير المعروف ما إذا كانت الإدارة ستوافق على تفعيل خيار الاحتفاظ بخدماته مقابل دفع مبلغ 42 مليون يورو، وهو ما علق عليه المدرب كوفاتش بأن على الدولي الكولومبي الاجتهاد في الجزء الثاني من الموسم لاستعادة مكانته في التشكيلة الأساسية قبل اتخاذ قرار نهائي حول مستقبله مع الفريق.

رحيل

تأثر أداء بايرن في الموسم الجاري أيضاً بتراجع مردود حارس المرمى الدولي مانويل نوير، والذي يغيب عن المشاركات الحالية للفريق بداعي التعافي من الإصابة في اليد، بعد أن ظل يلعب دوراً حاسماً في نجاحات الفريق في المواسم الأخيرة.

وتراجع الحارس العملاق عن تشبثه بصدارة أفضل حراس المرمى في الدوري الألماني، إذ تلقت شباكه هدفاً على الأقل في تسع مباريات على التوالي في دور الذهاب من الموسم الجاري، وبدا واضحاً أن الأخطبوط، كما يحلو لعشاق بايرن مناداته، لم يتخلص تماماً من آثار الإصابة التي أبعدته عن المشاركات لحوالي عام، ما ترك العديد من المخاوف حول مستقبله مع ناديه الألماني.

وإذا كانت جماهير بايرن بدأت تقبل فكرة الحياة من دون العملاق نوير، فإن النادي يبدو في طريقه إلى إكمال مرحلة مفصلية تقضي بذهاب مجموعة من اللاعبين المخضرمين، والذين ارتبطت أسماؤهم بإنجازات الفريق في الموسم الأخيرة.

ومن بين هؤلاء النجوم الهولندي آريين روبن، والذي ينتهي عقده مع النادي بنهاية الموسم الجاري وقرر الطرفان عدم تجديد العقد، ليكمل الهولندي عشرة أعوام مع البايرن قبل أن يمضي إلى تجربة ربما تكون الأخيرة في مسيرته في الملاعب.

وينطبق الحال على الفرنسي فرانك ريبيري، والذي عززت تلميحات لمسؤولي الفريق بشأن رحيله عقب نهاية عقده مع النادي بنهاية الموسم الجاري، ليمضي في طريق زميله روبن، خصوصاً في ظل المشاكل والإصابات التي طغت على مشاركاته مع الفريق في المواسم الأخيرة.

وتشير التقارير في وسائل الإعلام الألمانية إلى أن قائمة الراحلين المحتملين عن الفريق بنهاية الموسم الجاري تشمل لاعبين مثل رافيينا، خابي مارتينيز، هوملز وجيروم بواتينغ.

وتلاقى القائمة الحالية هوى كبيراً بين جماهير بايرن، والتي لم تخفِ مطالبتها في أكثر من مناسبة بحتمية تجديد دماء الفريق، والتخلص من العواجيز والمخضرمين، أسوة بما يحدث في بقية الأندية الكبرى في العالم، أيضاً في الخصم اللدود على البوندسليغا بروسيا دورتموند، والذي فيما يبدو يحصد حالياً ثمرة قراراته الشجاعة بتجديد كشوفاته منذ نحو موسمين تقريباً.

مرحلة

في السياق ذاته، يُجمع مقربون من إدارة بايرن ميونيخ على أن النادي فعلاً يخطط لبناء جيل جديد كامل من الشباب لبدء عهد جديد في المواسم المقبلة والتخلص من بطء الأداء الذي عاب ظهور لاعبي الخبرة في الموسم الجاري.

وظهر ذلك من خلال المفاوضات الجادة التي قادها النادي مع تشيلسي للحصول على خدمات النجم الصاعد كالوم هودسون أودوي، وهو أحد أفضل مواهب كرة القدم الإنجليزية التي تقدمها أكاديمية تشيلسي في الأعوام الأخيرة، وظل محل صراع بين الناديين في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة.

وربما يعود بايرن للبحث عن امكانية الظفر بخدمات النجم البالغ 18 عاماً في فترة الانتقالات الصيفية بعد اعتراف المدير الرياضي بالنادي صالح حميديتش بإعجاب النادي بمقدرات اللاعب.

عقبة

مع عودة مباريات دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا ابتداء من اليوم، تتجدد المخاوف بين جماهير بايرن ميونيخ حول مدى استعداد لاعبي البايرن لمواجهة مهمة تنتظر الفريق أمام ليفربول الثلاثاء المقبل، وما إذا كان البافاري سيكون قادراً على إثبات قدرته على الصمود لـ 90 دقيقة أمام تشكيلة الشباب التي يتمتع بها الفريق الإنجليزي.

ويتوقع أن يجد فريق المدرب كوفاتش صعوبة في مجاراة سرعة وقوة الأداء التي يكتسبها ليفربول من منافسة الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح المدرب الكرواتي أمام عقبة قد تنهي آمال فريقه في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الجاري، وتعلن نهاية مرحلة سيكون على النادي البافاري تجاوزها سريعاً والعودة لبناء فريق بدماء جديدة.