2019-02-19
قُبيل شهر من احتفاله بعيد ميلاده الـ 19 يبدو لاعب المنتخب الإنجليزي وبروسيا دورتموند الألماني جادون سانشو في حالة من السعادة بما حققه بعيداً عن الأجواء الإنجليزية، بعد أن أصبح أيقونة للشباب في إنجلترا «أنا أقوى مما أبدو عليه فالصبي الذي غادر منزله في عمر الثانية عشرة أصبح رجل الآن».
وتابع «بالنسبة للأطفال في لندن، آمل أن أتمكن من إعطائهم رسالة إيجابية مفادها لا تفعلوا تلك الأشياء السيئة التي تؤثر في مستقبلكم، ليس عليكم أن تكونوا لاعبي كرة قدم، بل التركيز على التعليم المدرسي أولاً فهو الشيء الأكثر أهمية».
ويعي سانشو الذي اكتشف موهبته مدير المدرسة في كرامبتون الإنجليزية، هو بعمر الخامسة أنه لو لم يكن يمتلك تلك القدرات لاختلفت قصته التي تعد مثالاً للمثابرة بعد أن سجل ثمانية أهداف في الدوري الألماني وتسع تمريرات حاسمة وضعت فريقه على أعتاب استعادة لقب البوندسليغا باعتباره أول لقب في تاريخ الإنجليزي الصاعد منذ 2012.
ولعل قراره الجريء برفض الاستمرار مع مانشستر سيتي، مقابل البحث عن فرصته للعب أكثر كان بمنزلة القفزة التي وضعته على سلم النجومية، خصوصاً بعدما أظهر استعداداً تماماً لتحمل التبعات، فضلاً عن المهارة العالية والقدرة على المراوغة، ما جعل البعض يقارنه بالبرازيلي نيمار.
مغامرة
بدأ سانشو مغامرته الكروية منذ نعومة أظفاره بالانضمام إلى أكاديمية واتفورد في سن السابعة ما حتم عليه التنقل إلى لندن ثلاث مرات في الأسبوع قبل أن يتم إقناعه للالتحاق بالمدرسة التابعة للنادي في غرب لندن «لم أكن أريد الذهاب إلى تلك المدرسة الداخلية، أردت البقاء والسفر، ولكن كل من حولي أخبروني بأنه الخيار الأفضل فاستمعت إليهم».
وتابع «أتقاسم الآن شقة مع والدي في دورتموند وأحاول تعلم الألمانية، التي لا أجيدها حتى الآن، لكن يمكنني فهم كل ما يقوله المدرب في جلسات التدريب كما أن تفاعل اللاعبين معي يسهل علي استيعاب التوجيهات».
وأضاف «عندما غادرت المنزل للمرة الأولى كان الأمر صعباً، لأنني لم أعتد ذلك، فقد كنت دائماً مع والدتي. لذا، فإن العامين الأولين كانا قاسيين للغاية، بيد أن حبي لكرة القدم يدفعني لاختيار الصعاب، وهذا ما جعلني أشعر براحة أكبر عندما أكون بعيداً عن المنزل مقارنة بالأشخاص الآخرين».
تأثير
قد لا يكون من المبالغة الجزم بتأثير سانشو الكبير في تحويل مسار دورتموند نحو قمة البطولة منذ رحيل عثمان ديمبلي إلى برشلونة الإسباني في 2017 وهو ما دفع غريمه التقليدي بايرن ميونيخ للبحث عن سانشو آخر محاولاً التعاقد مع نجم تشيلسي الصاعد كالوم هدسون أودوي مقابل 35 مليون جنيه إسترليني والذي كان سيجعل منه أغلى لاعب إنجليزي صاعد لولا رفض النادي اللندني للعرض.
ويؤكد المدير الرياضي لبروسيا دورتموند مايكل زورك أن ناديه عرف منذ الوهلة الأولى إمكانات النجم الشاب، لذلك بذلوا الكثير من الجهد لإقناعه بمغادرة السيتي مستفيدين من رغبته في الحصول على فرصة أكبر للعب وهو ما لا يتوافر في ملعب الاتحاد الذي يعج بالنجوم.
ومع بدء العديد من المراهقين الإنجليز متابعة مسار سانشو يتضح أن الفرص المتاحة للاعبين الشباب في الدوري الممتاز لا تزال نادرة، لكن في المقابل لم تكن رحلة النجم بتلك السهولة فقد احتاج للكثير من الوقت والجهد للتكيف مع الأجواء الألمانية كما يبين «لم يكن الأمر سهلاً، اضطررت للعمل من أجل هذا وساعدوني في ذلك الكثيرين من حولي».
وأضاف «أنا في تحسن دائم كما أعتقد أن ماركو ريوس، ماريو غوتزه وأكسل ويتسل هم نماذج رائعة بالنسبة لي أقتدي بهم داخل الفريق حتى إنهم يخبروني بما علي فعله، لمساعدتي في حل أمور لن أكون قادراً على حلها بنفسي، أشعر حقاً بأن دورتموند هو النادي المناسب لي بعدما تحدثوا معي عن الأشياء التي كنت أتوق إلى سماعها».
نضوج
لعب سانشو أولى مبارياته الدولية برفقة المنتخب الإنجليزي أمام كرواتيا أكتوبر الماضي، غير أن زيارة المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت ومساعده ستيف هولاند له في دورتموند الأسبوع الماضي تجعل من المتوقع مشاركته في المواجهة المقبلة للأسود الثلاثة أمام المنتخب الهولندي في الدور قبل النهائي لدوري الأمم الأوروبية.
ويعتقد ابن 18 ربيعاً أن بروزه من عبر الدوري الألماني ساعده للابتعاد عن الضغوط الإعلامية في إنجلترا «في الحقيقة لا أطرح الأسئلة، أظل مركزاً على ما أفعله وأتابع التقدم، وسائل الإعلام اعتبرها أمراً جديداً علي وفياضة بالجنون في الوقت ذاته. كنت أظن أن اللاعب الذي يبلي حسناً هو فقط من يتحدث عنه الجميع ولم أعلم أنهم سيولون كل هذا الاهتمام، والحقيقة أن هذا يساعد اللاعبين الشباب في التدرب الإعلامي ولكنه مع ذلك أمر مخيف».
ويأمل سانشو الذي يبدو ناضجاً على الرغم من صغير سنه في أن يصبح مثلاً أعلى للعديد من الأطفال الراغبين في امتهان كرة القدم مستقبلاً «أنا سعيد لأنني ألعب في دوري الأبطال وأشارك مع المنتخب الإنجليزي، إنه شيء كبير بالنسبة لي كما هو الحال بالنسبة لكل لاعب، لذا يجب أن أواصل العمل بجد آملاً الحصول على المزيد من الفرص وتقديم مثال يحتذى للشبان الإنجليز».
وتابع «بالنسبة للأطفال في لندن، آمل أن أتمكن من إعطائهم رسالة إيجابية مفادها لا تفعلوا تلك الأشياء السيئة التي تؤثر في مستقبلكم، ليس عليكم أن تكونوا لاعبي كرة قدم، بل التركيز على التعليم المدرسي أولاً فهو الشيء الأكثر أهمية».
ويعي سانشو الذي اكتشف موهبته مدير المدرسة في كرامبتون الإنجليزية، هو بعمر الخامسة أنه لو لم يكن يمتلك تلك القدرات لاختلفت قصته التي تعد مثالاً للمثابرة بعد أن سجل ثمانية أهداف في الدوري الألماني وتسع تمريرات حاسمة وضعت فريقه على أعتاب استعادة لقب البوندسليغا باعتباره أول لقب في تاريخ الإنجليزي الصاعد منذ 2012.
ولعل قراره الجريء برفض الاستمرار مع مانشستر سيتي، مقابل البحث عن فرصته للعب أكثر كان بمنزلة القفزة التي وضعته على سلم النجومية، خصوصاً بعدما أظهر استعداداً تماماً لتحمل التبعات، فضلاً عن المهارة العالية والقدرة على المراوغة، ما جعل البعض يقارنه بالبرازيلي نيمار.
مغامرة
بدأ سانشو مغامرته الكروية منذ نعومة أظفاره بالانضمام إلى أكاديمية واتفورد في سن السابعة ما حتم عليه التنقل إلى لندن ثلاث مرات في الأسبوع قبل أن يتم إقناعه للالتحاق بالمدرسة التابعة للنادي في غرب لندن «لم أكن أريد الذهاب إلى تلك المدرسة الداخلية، أردت البقاء والسفر، ولكن كل من حولي أخبروني بأنه الخيار الأفضل فاستمعت إليهم».
وتابع «أتقاسم الآن شقة مع والدي في دورتموند وأحاول تعلم الألمانية، التي لا أجيدها حتى الآن، لكن يمكنني فهم كل ما يقوله المدرب في جلسات التدريب كما أن تفاعل اللاعبين معي يسهل علي استيعاب التوجيهات».
وأضاف «عندما غادرت المنزل للمرة الأولى كان الأمر صعباً، لأنني لم أعتد ذلك، فقد كنت دائماً مع والدتي. لذا، فإن العامين الأولين كانا قاسيين للغاية، بيد أن حبي لكرة القدم يدفعني لاختيار الصعاب، وهذا ما جعلني أشعر براحة أكبر عندما أكون بعيداً عن المنزل مقارنة بالأشخاص الآخرين».
تأثير
قد لا يكون من المبالغة الجزم بتأثير سانشو الكبير في تحويل مسار دورتموند نحو قمة البطولة منذ رحيل عثمان ديمبلي إلى برشلونة الإسباني في 2017 وهو ما دفع غريمه التقليدي بايرن ميونيخ للبحث عن سانشو آخر محاولاً التعاقد مع نجم تشيلسي الصاعد كالوم هدسون أودوي مقابل 35 مليون جنيه إسترليني والذي كان سيجعل منه أغلى لاعب إنجليزي صاعد لولا رفض النادي اللندني للعرض.
ويؤكد المدير الرياضي لبروسيا دورتموند مايكل زورك أن ناديه عرف منذ الوهلة الأولى إمكانات النجم الشاب، لذلك بذلوا الكثير من الجهد لإقناعه بمغادرة السيتي مستفيدين من رغبته في الحصول على فرصة أكبر للعب وهو ما لا يتوافر في ملعب الاتحاد الذي يعج بالنجوم.
ومع بدء العديد من المراهقين الإنجليز متابعة مسار سانشو يتضح أن الفرص المتاحة للاعبين الشباب في الدوري الممتاز لا تزال نادرة، لكن في المقابل لم تكن رحلة النجم بتلك السهولة فقد احتاج للكثير من الوقت والجهد للتكيف مع الأجواء الألمانية كما يبين «لم يكن الأمر سهلاً، اضطررت للعمل من أجل هذا وساعدوني في ذلك الكثيرين من حولي».
وأضاف «أنا في تحسن دائم كما أعتقد أن ماركو ريوس، ماريو غوتزه وأكسل ويتسل هم نماذج رائعة بالنسبة لي أقتدي بهم داخل الفريق حتى إنهم يخبروني بما علي فعله، لمساعدتي في حل أمور لن أكون قادراً على حلها بنفسي، أشعر حقاً بأن دورتموند هو النادي المناسب لي بعدما تحدثوا معي عن الأشياء التي كنت أتوق إلى سماعها».
نضوج
لعب سانشو أولى مبارياته الدولية برفقة المنتخب الإنجليزي أمام كرواتيا أكتوبر الماضي، غير أن زيارة المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت ومساعده ستيف هولاند له في دورتموند الأسبوع الماضي تجعل من المتوقع مشاركته في المواجهة المقبلة للأسود الثلاثة أمام المنتخب الهولندي في الدور قبل النهائي لدوري الأمم الأوروبية.
ويعتقد ابن 18 ربيعاً أن بروزه من عبر الدوري الألماني ساعده للابتعاد عن الضغوط الإعلامية في إنجلترا «في الحقيقة لا أطرح الأسئلة، أظل مركزاً على ما أفعله وأتابع التقدم، وسائل الإعلام اعتبرها أمراً جديداً علي وفياضة بالجنون في الوقت ذاته. كنت أظن أن اللاعب الذي يبلي حسناً هو فقط من يتحدث عنه الجميع ولم أعلم أنهم سيولون كل هذا الاهتمام، والحقيقة أن هذا يساعد اللاعبين الشباب في التدرب الإعلامي ولكنه مع ذلك أمر مخيف».
ويأمل سانشو الذي يبدو ناضجاً على الرغم من صغير سنه في أن يصبح مثلاً أعلى للعديد من الأطفال الراغبين في امتهان كرة القدم مستقبلاً «أنا سعيد لأنني ألعب في دوري الأبطال وأشارك مع المنتخب الإنجليزي، إنه شيء كبير بالنسبة لي كما هو الحال بالنسبة لكل لاعب، لذا يجب أن أواصل العمل بجد آملاً الحصول على المزيد من الفرص وتقديم مثال يحتذى للشبان الإنجليز».