2018-06-04
على الرغم من إنهاء إيفرتون للموسم في المركز الثامن ضمن ترتيب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد التخبط الكبير الذي لازمه في بداية الموسم، لم يكن كافياً لإشعار إدارة النادي بالرضا عما حققه المدير الفني الإنجليزي سام ألاردايس طوال الأشهر الستة التي تولى فيها قيادة الفريق.
وعلى عكس ما توقعه أنصار التوفيز من قبل المدرب السابق للمنتخب الإنجليزي، فشل الرجل في منح الفريق أي هوية كروية وإن كان قد نجح على مستوى النتائج، بل تحمل الأنصار الأسلوب الإنجليزي العقيم بأقل رصيد من التسديدات تجاه المرمى، مقارنة بأقرانه في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وشكل أداء إيفرتون تحت قيادة ألاردايس خيبة أمل للكثير من المراقبين في ظل الطموحات بالعودة للمنافسة على مراكز المقدمة في البريميرليغ، ما استوجب الاستعانة بمدرسة جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ليقع الاختيار على المدرب البرتغالي ماركو سيلفا لقيادة الفريق في الموسم المقبل.
ويرث سيلفا الذي سبق له قيادة أولمبياكوس اليوناني وواتفورد الإنجليزي تشكيلة تفتقر إلى الكثير من التنظيم التكتيكي، فضلاً عن حوجة الفريق إلى سد العديد من الثغرات وسط الملعب.
العمل مع براندز
لا شك في أن البرتغالي يعي جيداً صعوبة المهمة التي تنتظره داخل ملعب غوديسون بارك، ولا سيما أن النادي بذل الكثير من الجهد لإغراء المدير الرياضي الهولندي مارسيل براندز للانتقال من بي إس في أيندهوفن بعدما ساعده في الحصول على ثلاثة ألقاب في الدوري الهولندي.
ومنح إيفرتون الهولندي سلطات واسعة تفوق تلك التي امتلكها المدير الرياضي السابق ستيف والش على أمل إزالة أوجه الغموض التي تسببت من قبل في اختلال العلاقة بينه وبين المدرب الهولندي رونالد كومان.
وسيحتاج البرتغالي إلى إيجاد نقاط تفاهم مشتركة بينه وبين المدير الرياضي إذا أراد الثنائي الخروج بالفريق ليكون أحد القوى الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، في وقت يبدو فيه الهولندي متحمساً لنقل تجربته السابقة إلى الدوري الإنجليزي: «من المهم جداً أن تختار طريقك في كرة القدم، وما ستفعله إلى جانب الكشافة والجهاز الفني». وأضاف «الأمر يحتاج إلى بعض الوقت حتى تتمكن من بناء شيء ما، وهذا ما سأحاول فعله في إيفرتون، حيث نعتزم إيجاد نموذج مختلف للوصول إلى مستوى أعلى في السنوات المقبلة».
استقرار
ربما يمثل الاستغناء عن ألاردايس مغامرة غير محسوبة العواقب بالنسبة للنادي، بعدما نجح الإنجليزي في إنقاذ الفريق من قاع الترتيب، بل قاده لاحتلال مركز متقدم على الرغم من انتقادات محبي التوفيز التي صاحبته.
ولعل ما يزيد قلق البعض أن البرتغالي لا يملك تاريخاً عريضاً في الدوري الإنجليزي الممتاز بواقع 13 فوزاً في المنافسة، كما لم يمضِ أكثر من عام مع آخر أربعة فرق دربها، وهي واتفورد، وهال الإنجليزيين، وأولمبياكوس اليوناني، إضافة إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ما يعني أن الرجل سيحتاج إلى إثبات قدراته على المدى الطويل.
وعلى الجانب المقابل لا بد للنادي الإنجليزي من توفير الدعم الإداري للمدرب والاستقرار، بعدما تأثرت صورة إيفرتون كثيراً في هذا الجانب منذ استحواذ الملياردير الإنجليزي من أصل إيراني فرهاد مشيري على أغلبية الأسهم بالنادي.
ويعد سيلفا المدرب الثالث للفريق في غضون عامين فقط، وهو ما كلف خزائن النادي ما يزيد على الـ 30 مليون جنيه إسترليني تعويضات، ما يعني ضرورة الالتزام بالولاء من الجانبين وعدم استعجال النتائج.
تطوير اللاعبين
لا جدال في أن تشكيلة إيفرتون الحالية تعاني من الضعف في كثير من الجوانب، فالإنجليزي فيل جاجيلكا، على سبيل المثال، لا يزال يعد لاعب الوسط المدافع الرئيس للفريق على الرغم من اقترابه من الـ 36 من عمره، فضلاً عن النقص الواضح في أساليب تطور اللاعبين على الصعيد الفردي، والذي كان أحد أسباب الانحدار الذي عانى منه الفريق مع بداية الموسم الماضي.
ولم يظهر لاعبون أمثال الآيسلندي جيلفي سيغوردسون، الذي برز موهبة شابة من قبل مع منتخب بلاده، أي تقدم ملحوظ تحت قيادة رونالد كومان أو سام ألاردايس. وبدت أزمة اللاعبين جلية عبر قرار الإنجليزي إديمولا لوكمان الانتقال إلى فريق لايبزغ الألماني على سبيل الإعارة بهدف تطوير قدراته الفنية في البوندسليغا، إذ شعر بعدم إحرازه أي تقدم تحت قيادة مواطنه سام إلاردايس.
آمال
من المؤكد أن المدرب البرتغالي لن يستطع التحدث عن آمال فريقه في بطولة دوري أبطال أوروبا أو المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الغائب عن خزائن التوفيز منذ عام 1987، بل يجب الإيمان بما يمكن تحقيقه إضافة إلى العمل على تحسين الوضع المالي للنادي ما قد يكسبه أفضليه في المواسم المقبلة.
ولعل المفارقة تكمن في سعي المدرب السابق للفريق الهولندي رونالد كومان للإيحاء بأن التوفيز في طريقه للسير على خطى برشلونة الإسباني، بينما عمد خليفته ألاردايس إلى تهدئة التوقعات لأدنى حد ممكن، ونشر فكرة أن الفريق محظوظ بما وصل إليه، لكن الواقع يؤكد فشل كلا النهجين، ما يعطي سليفا فرصة للاستفادة من أخطاء سلفيه.