الاثنين - 17 فبراير 2025
الاثنين - 17 فبراير 2025

جون أوبي ميكيل: المنتخب النيجيري تجاوز عهد الخلافات المونديالية بلا رجعة

يتطلع نجم تشيلسي الإنجليزي السابق وقائد المنتخب النيجيري جون أوبي ميكيل لقيادة منتخب بلاده، للظهور بشكل مختلف في نهائيات كأس العالم التي تنطلق في الـ 14 من يونيو الجاري في روسيا، بعد الأداء الباهت الذي قدمته النسور النيجيرية في نسختي 2010 و2014، بسبب الخلافات المالية. وكان الصراع بين اللاعبين والاتحاد النيجيري لكرة القدم عصف بالنسور في مونديال 2014 في البرازيل، بالسيناريو ذاته الذي حدث في نسخة 2010، عندما ودّع النسور المنافسة من مرحلة المجموعات بخسارتين وتعادل وحيد، الأمر الذي دفع الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان حينها لتعليق مشاركات المنتخب لعامين قبل أن يتراجع لاحقاً بضغوط من الاتحاد الدولي لكرة القدم. وعلى الرغم من إيمان ميكيل بصعوبة تجاوز خلافات الماضي والتي طالما شكلت حجر عثرة أمام الطموحات النيجيرية، لكن نجم فريق تيانغين تيدا الصيني يعتقد أن وصول المدرب الألماني غيرنو روهر إلى دفة الإدارة الفنية، وقدرته الكبيرة على فرض الانضباط داخل المنتخب يشكلان بداية حقبة جديدة في تاريخ الكرة النيجيرية. تغيُّر جاءت النقلة التي تشهدها الكرة النيجيرية قاسية جداً على مستوى النتائج، بعدما فشل المنتخب في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية في 2015 و2017، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات بالنسبة إلى الدولة الأكبر في أفريقيا من حيث عدد السكان، بواقع 195 مليون نسمة، فضلاً عن التاريخ الكروي العريق الذي تملكه بأسماء ظلت محفورة في ذاكرة الكرة العالمية. وبرّر ميكيل الذي غاب عن المشاركات في البرازيل، بسبب الإصابة، قرار الحكومة النيجيرية 2010، مؤكداً أن المشاكل كانت تستدعي التدخل بدليل إبعاد الكثير من العناصر في النسخة الحالية «كانت هناك الكثير من المشاكل في معسكر المنتخب، ما سبب انزعاجاً للرئيس، بينما كان الجمهور يدعم المنتخب، على الرغم من عدم رضاه عن ما يحدث». وأضاف «لم يتوقف الأمر عند حدود ربكة 2010، إذ عاد الأمر للحدوث مجدداً في البرازيل، لتتولد لدى الجميع رغبة في التغيير الجذري لتطهير الفريق، وهو ما فعله روهر الذي لم يستدعِ سوى خمسة لاعبين فقط من المشاركين في النهائيات، وهم ميكيل، فيكتور موسى، أحمد موسى، أوجيني أونازي وكينيث أوميرو». وأردف «لقد وصلنا إلى مرحلة أن يكتب اللاعبون تعليقاتهم على جدران غرف الملابس، كانت المواجهة في حدتها، وكل يفكر في نفسه دون الالتفات للمنتخب». انضباط لعل فشل نيجيريا على المستوى المحلى أنتج المزيد من الشكوك في إمكانية التأهل إلى نهائيات روسيا، خصوصاً بعدما أوقعت القرعة المنتخب في واحدة من أصعب المجموعات إلى جانب الكاميرون، زامبيا والجزائر، غير أن النسور بقيادة روهر نجحت في خطف بطاقة التأهل. وأرجع ميكيل نجاح الألماني إلى اهتمامه البالغ بالتفاصيل، وإصراره على اللعب بمعايير عالية ساعده في ذلك خبرته الكبيرة في مجال التحليل الرياضي، كما عمد إلى تغيير طريقة اللعب لتبدو أكثر جماعية من ذي قبل. وتعتمد تشكيلة روهر الحالية في أغلبها على العناصر الشابة، أمثال ولفريد نديدي، أليكس إيوبي وكيليتشي إيهياناتشو، على ال‏رغم من التخوفات من افتقارهم إلى الخبرة الكافية، بيد أن ميكيل يراهن على الروح القتالية التي يتمتعون بها على حدّ تعبيره. وأضاف «حاولت بصفتي قائد المنتخب بالتعاون مع المدرب أن نجعل هؤلاء الشبان يدركون أننا منتخب، ومن لا يرغب في اللعب بجماعية عليه المغادرة، والآن يبدو الأمر أكثر إدهاشاً في المعسكر عبر الروح الجيدة بين الجميع». وتابع «ظللت في هذا المنتخب منذ عام 2005، ولم أرَ مثل هذا الانضباط من قبل، التدريبات حتى الاجتماع في الوقت المحدد تماماً، عليك التدريب بشكل صحيح إذا لم تفعل ذلك فعليك مغادرة المعسكر، هذا هو النظام الآن، لقد غيّر المدرب العقلية بأكملها». مسؤولية على الرغم من تأكيد النجم البالغ من العمر 31 عاماً عن رضاه التام لما قدمه طوال مسيرته الكروية، إلا أنه لا يخفي رغبته في العودة إلى أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أكمل موسمه الأول في الدوري الصيني «السائد أن اللاعبين الكبار ينتقلون للدوري الصيني بغرض التقاعد، لكن انظروا إلى باولينو فقد غادر توتنهام نحو غوانزهو، ومن ثم عاد عبر بوابة برشلونة». وأضاف «لا يزال بإمكاني العودة إلى الدوريات الأوروبية، الأمر يعتمد على مدى اهتمام اللاعب بنفسه، فاللاعبون في الصين مثل أوسكار وراميريز لديهم دائماً عروض للعودة». وأردف «من يدري في أي نادٍ سأنهي مسيرتي الكروية، لكن الآن لديّ عقد مع تيانغين حتى العام المقبل، وعليّ أن أحترمه، كما أني أحب المكان الذي ألعب فيه، فالثقافة المختلفة تماماً، وهذا أمر أردت تجربته». ومما لا شك فيه أن ميكيل الذي يتحمل الآن الكثير من المسؤوليات تجاه محبي المنتخب النيجيري في نهائيات كأس العالم المقبل بصفته القائد يسعى لتأكيد النقلة التي تشهدها الكرة النيجيرية «علينا أن نعمل بجد إذا أردنا التأهل من مجموعة تضم منتخبات مثل الأرجنتين، كرواتيا وآيسلندا». وسيتعين على لاعب الوسط المدافع المحافظة على شكل المنتخب ورح الجماعية التي يحاول الظهور بها «دائماً ما تشهد المنتخبات الأفريقية الكثير من المشاكل الداخلية، بسبب المكافآت، الصداقات وسوء التنظيم، وهو ما نحاول تغييره، وإذا نجحنا في تنظيم أنفسنا مثل الأوروبيين، قد تصبح نيجيريا مرشحة للفوز بكأس العالم».