الجمعة - 14 فبراير 2025
الجمعة - 14 فبراير 2025

هواجس المـونديال

محمد سيف، مصعب قسم الله ـ دبي ساعات قلائل وتنطلق نهائيات كأس العالم 2018 لكرة القدم في روسيا، وهي البطولة التي يترقبها مئات الملايين حول العالم، نظراً لما تحمله من إثارة ومتعة كروية قل مثيلها في بقية المنافسات القارية والإقليمية في عالم الساحرة المستديرة. وعلى غير العادة يحفل المونديال الحالي بالكثير من التشويق، لجهة الكثير من الأحداث التي تحيط به، وعلى رأسها المخاوف من اندلاع شغب بين الجماهير في ظل توعد جماهير روسية متفلتة لأخرى أوروبية، إضافة إلى تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد وما يمكن أن تحدثه من جدل، إلى جانب إمكانية أن يصبح هذا المونديال الأخير بنظامه الحالي، حيث رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً ابتداء من النسخة المقبلة. وعلى الصعيد الإداري سيكون كونغرس فيفا المرتقب قبل انطلاق صافرة العرس الكروي محط أنظار الكثيرين حول العالم، لجهة ما سيشهده من حسم لمكان تنظيم مونديال 2026، الذي يتنافس عليه كل من المغرب وملف ثلاثي مشترك بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا المكسيك، وما يمكن أن يترتب عليه من ردود أفعال. إقليمياً، تشكل النسخة الحالية نقطة مهمة في تاريخ المنطقة، حيث تشارك في المونديال أربعة منتخبات عربية للمرة الأولى في تاريخ المحفل الكروي العالمي، وهي المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية وجمهورية مصر العربية وتونس، ما سيجذب معه الكثير من الاهتمام العربي. ولهذه الأسباب مجتمعة، يصدر الرياضي العالمي عدداً خاصاً بمناسبة التظاهرة الرياضية العالمية، نطوف فيه على أبرز المخاوف التي تؤرق المونديال، قبل أن نستعرض حظوظ المنتخبات العربية، ومنها إلى استشراف أبرز الوجوه الشابة المرتقبة في الحدث الكروي الضخم، قبل أن نتطرق إلى أبرز الأرقام القياسية في المونديال وغيرها من كواليسه. مخاوف إنجليزية من الهوليغانز الروس لا تزال مخاوف اندلاع عنف بين الجماهير أثناء مونديال روسيا 2018 مستمرة بشكل كبير، على الرغم من الجهود الروسية في ضبط الكثير من المتفلتين قبل انطلاق كأس العالم. وتعتري الجماهير الإنجليزية الكثير من الهواجس قبل السفر إلى روسيا للوقوف مع منتخب الأسود الثلاثة، بعد الكثير من التهديدات من قبل الهوليغانز الروس لتلك الجماهير بأن هنالك جحيماً ينتظرهم في روسيا. وآخر التطورات في هذا الشأن ما تناولته الصحافة الإنجليزية في اليومين الماضيين، عن خطة بديلة للهوليغانز الروس بتدريب عصابات من المراهقين على استخدام العنف أثناء المونديال. وتأتي الخطوة بعد إصدار السلطات الروسية قائمة سوداء بـ 450 شخصاً لديهم صلة بعصابات الهوليغانز وإخطارهم بعدم حضور المباريات والتواجد بين الجماهير، إلى جانب التعميم عليهم بغرض مراقبة سلوكهم. ووفقاً لصحيفة «ذا صن» البريطانية فإن تلك الخطوة غير كافية خصوصاً في ظل الحديث عن تدريب المراهقين للفتك بالجماهير الإنجليزية، ليظل الوضع غاية في التوجس طوال شهر المونديال. العنصرية صداع يؤرق النجوم على الرغم من جهود الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مكافحة العنصرية في الملاعب وتكوينه لجنة خاصة بذلك، فإن خطر الظاهرة الخطيرة لا يزال جاثماً في الملاعب الخضراء، في وقت يتوقع أن يظهر بشكل أكبر في المونديال، خصوصاً في روسيا المشهورة بتعصب جماهيرها ضد اللاعبين من أصول أفريقية. وكانت آخر التجاوزات قد حدثت أثناء المباراة الودية لمنتخب روسيا أمام نظيره الفرنسي في الـ 27 من مارس الماضي في سانت بطرسبيرغ، عندما تلفظت الجماهير الروسية بهتافات عنصرية ضد نجوم المنتخب الفرنسي وعلى رأسهم بول بوغبا، والتي ترتب عليها تغريم الاتحاد الروسي مبلغ 22 ألف إسترليني. من جهتهم، أعرب الكثير من النجوم عن امتعاضهم من تكرار ما حدث في روسيا، وأبرزهم نجم المنتخب الفرنسي بول بوغبا، وعدد من نجوم المنتخب الإنجليزي على رأسهم أشلي يونغ وستيرلينغ وداني روس. وأثار مدافع الأسود الثلاثة وتوتنهام داني روس الكثير من الجدل أخيراً، عندما أكد أنه طلب من جميع أسرته عدم الذهاب إلى روسيا، تحوطاً للعبارات العنصرية التي يتوقع أن تمارس ضدهم كنجوم في ملاعب المونديال. حسم مونديال 2026 ينتظر الكثيرون غداً الإعلان عن البلد المنظم لمونديال 2026، وسط منافسة محتدمة بين الملفين المغربي والثلاثي المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، حيث سيجري التصويت بالطريقة الجديدة على اختيار الملف. وستدشن الآلية الجديدة للتصويت بمنح حق التصويت العلني لجميع أعضاء الجميعة العمومية لفيفا، بعد إلغاء الطريقة القديمة السرية والمتعلقة بتصويت أعضاء المكتب التنفيذي لفيفا الذي يتكون من ممثلين عن الاتحادات القارية. وجرى اعتماد الآلية الجديدة للتصويت عقب فضائح الفساد والتزوير التي طالت منح حق تنظيم المونديال في العقدين الأخيرين، وتحديداً في عهد الرئيس الموقوف جوزيف بلاتر. ويتوقع أن يثير فوز أحد الملفين الكثير من الجدل، خصوصاً في ظل الرهان المغربي الكبير على الفوز بالتنظيم، إلى جانب الثقة والجهوزية الكبيرتين اللتين تخيمان على الملف المشترك. استخدام تقنية الفيديو.. ترقب وحذر يظل الترقب والحذر سيدا الموقف بامتياز قبل انطلاق مونديال روسيا بعد غد، وذلك عندما يجري استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد في أول نهائيات كأس عالم لكرة القدم. وأعلن رئيس فيفا السويسري جياني إنفانتينو في مارس الماضي رسمياً استخدام تقنية الفيديو في المونديال، وسط مواقف متباينة بين تأييد ورفض للفكرة. وكان اعتماد القرار متوقعاً بعد أن منح مجلس فيفا (إيفاب) في مارس الماضي الضوء الأخضر لاستخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم في كل المسابقات ومن بينها نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. من جهته، سبق وأن حذر رئيس الاتحاد الأروبي لكرة القدم (يويفا) ألكسندر تشفرين فيفا من اعتماد التقنية في أكبر منافسة عالمية، مشيراً إلى المولود الجديد لا يزال يحتاج الكثير من التطوير حتى يجري الاعتماد عليه رسمياً. رسالة اطمئنان روسية أرسلت السلطات الروسية، ولا تزال، الكثير من رسائل الطمأنينة للجماهير، مفادها توفير أجواء كبيرة من الأمان أثناء المونديال، مطالبة الجميع بالبعد عن أي هواجس تتعلق بإمكانية حدوث عمليات إرهابية أو انفلات يؤرق الحضور. وتراهن روسيا على تجربتها في تنظيم أولمبياد سوتشي الشتوي في 2014، وهي التجربة التي لاقت نجاحاً منقطع النظير في التنظيم والترتيب. وانفقت روسيا نحو 1.4 مليون على الأمن فقط، في وقت استعانت فيه بـ 50 إلى 70 ألف رجل أمن من أجل تأمين الأولمبياد الشتوي. وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير الماضي السلطات الأمنية في بلاده بضرورة بذل أقصى جهد لتأمين المونديال «صورة الأمة مرتبطة بما تبذلونه من جهد في تأمين الحدث». أبرز الغائبين أحدث إخفاق المنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 نوفمبر الماضي صدمة كبيرة في أوساط عشاق الساحرة المستديرة، لجهة المكانة الكبيرة الذي ظل يحتفظ بها المنتخب الملقب بالآزوري في المحفل العالمي. وتعد هذه المرة الأولى التي يغيب فيها الآزوري عن المونديال منذ 60 عاماً، ظل فيها على الدوام أحد أقوى المنتخبات المرشحة على الدوام للظفر باللقب. وتوج المنتخب الإيطالي بالمونديال أربع مرات، آخرها 2006 في النسخة التي استضافتها ألمانيا. وإلى جانب الطليان، يفتقد عشاق الكرة المنتخب الهولندي، على الرغم من تكرار الطواحين الهولندية للغياب عن المونديال 11 مرة في مناسبات سابقة.